الحقوق محفوظة لأصحابها

أحمد الشقيري
يا ابن آدم حتى لو كنت رئيس دولة وحولك الخدم والحشم فلا تغتر ، فالله سبحانه وتعالى قادر أن يسحب منك هذا الملك في ثانية ،قوله سبحانه وتعالى : ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء ) وهناك أمثلة كثيرة لملوك وعظماء انتهى بهم الحال والعياذ بالله .

يا ابن آدم مهما وصلت من التكنولوجيا والتقدم العلمي والتطور فلا تغتر فهذه عند الله سبحانه وتعالى قادر أن يبيدها أو يسبب مشكلة بسيطة تؤدي إلى كارثة فالله سبحانه وتعالى أقدر وأقوى من كل التكنولوجيا ومن كل العلوم التي وصل إليها البشر في القرن الواحد والعشرين .

يا ابن آدم حتى لو كونت دولة عظمى بجبروتها وعظمتها وقنابل نووية وأسلحة فلا تغتر فالله سبحانه وتعالى قادر أن يبيد هذه الدولة بقوله للشيء كن فيكون ،وكلنا نشوف أمريكا وهي دولة عظمى ودولة قوية ماذا فعلت أمام إعصار كاترينا؟ لا حول لها ولا قوة مما يرينا قوة الله سبحانه وتعالى حتى مع الدول العظمى .

يا ابن آدم مهما بلغت من الصحة فلا تغتر فالله سبحانه وتعالى يقول : ( ومن نعمره ننكسه في الخلق، أفلا يعقلون ؟! ) والرسول عليه الصلاة والسلام له حديث جميل عن أن ابن آدم له 360 مفصل فعليه أن يحمد الله سبحانه وتعالى عليها كل يوم ،فالصحابة تعجبوا وقالوا : ومن منا يطيق ذلك يا رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : صلاة الضحى تجزيء عن هذا كله .

يا ابن آدم مهما آتاك الله من جمال فال تغتر فالله سبحانه وتعالى فالجمال يزول وكلنا شفنا ملكات جمال كيف انتهى بهم الحال ، من الخطر جدا أن البنت تبني ثقتها بنفسها على جمالها ،ماذا تفعل إذا ذهب هذا الجمال ،أحد المفكرين يقول للبنات :اختبري حبيبك واسأليه :أتراني جميلة لأنك تحبني أم تحبني لأنني جميلة ؟ يعني أساس الحب هل لأنني جميلة فإذا ذهب هذا الجمال ذهب الحب ،على البنات كما يحرصن على تزيين أشكالهن ووجوههن وأجسادهن يحرصن على جمال الداخل وجمال الأخلاق فهي التي تدوم .

في القرن الواحد والعشرين حياتنا – أعزائي – مش زي زمان ،يعني حياة البدو زمان كانت مرتبطة بالحيوانات والقمر والشمس والنجوم فكان في ارتباط فطري بمخلوقات الله عز وجل وهذا كان يعطيهم نوع من أنواع التواضع ، اليوم في الحياة المدنية لا يكاد هذا الارتباط يكون موجود وبالتالي بعض الناس تجد عندهم غرور وكبر مع التقدم الذي وصل إليه البشر ،البشر آخر عشر سنوات – يقال – وصلوا إلى ما لم تصل إليه البشرية منذ آدم ،فينبغي على الإنسان أن يتذكر – ونتذكر – حجمنا ونتذكر عظمة الله وقدرته سبحانه وتعالى .

المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=623_0_2_0