الحقوق محفوظة لأصحابها

عمرو خالد
تستعرض الحلقة السابعة من برنامج (قصة الأندلس) تفاصيل معركة بلاط الشهداء التي دارت بين مدينتي (بواتييه) و(تور) الفرنسيتين على أعتاب باريس، بقيادة والي الأندلس عبد الرحمن الغافقي، وتستعرض الحلقة أيضاً خريطة الأجناس الموجودة في الأندلس التي كانت تضم 7 أجناس تعايشوا معاً فأخرجوا للإنسانية مركب حضاري رائع، حيث ضمت: مسلمين عرب، مسلمين بربر، جيل المولودين الذي نتج عن زواج العرب والأمازيغ من فتيات الأندلس، القبائل الإفريقية التي هاجرت من افريقيا، أسبان مسيحيين، اليهود، والأسبان الذين أسلموا.

---------------------------------------

قصة الأندلس هي قصة الماضي الحاضر، أي قصة الماضي بعيون اليوم، فهي مرآة الماضي ورؤية الحاضر، وتشابك الأحداث يجعلني أحياناً أفكر في عدم سرد بعض الأحداث حتى لا نفقد المصداقية لأنها تتشابه كثيراً مع الأحداث الآن.

عدم التعايش يؤدي إلى الفشل

تم تغيير عدد كبير من الولاة في فترة قصيرة، فبعد أن توافد العديد من الولاة على الأندلس، ففي عام مائة وثلاث عشرة هجريًا كان الوالي هو الهيثم بن عبيد الذي استمر حكمه عامين لم يُحقق خلالهما أي نجاح، والسبب أنه لم يتفهم التركيبة الخاصة للأندلس، فهي أشبه بمُركب كيميائي دقيق حيث يشتمل هذا المُركب على سبعة أعراق أو أطراف:

1. عرب مسلمين، أمازيغ مسلمين (وهؤلاء ممن عبروا من المغرب العربي مع طارق بن زياد)

2. جيل الموُلِدين وهم من العرب أو الأمازيغ المسلمين ممن تزوجوا من الإسبان وكانوا بمثابة الجيل الناتج عن تزاوج هذه الفئات

3. الإسبان المسيحيين

4. الإسبان الذين أسلموا

5. اليهود

6. القبائل الإفريقية والقبائل العربية وبعضها من اليمن ومن المعروف انتشار اليمنيين في ربوع الأرض واثبات ذاتهم

7. بعض القبائل العربية والمغربية التي هاجرت للأندلس واستقرت كل واحدةٍ منهم في مكان وأصبحت تملكه

تلك هي الأعراق السبع التي يجب أن تُكفَل لها الاحترام والحقوق الكاملة وهذا هو مبدأ التعايش الذي سنعاود الحديث عنه وهو يتكون من ثلاثة مبادئ:

1- القبول التام لهم جميعاً

2- توافر الاحترام

3- التعاون التام

والتعاون هو مبدأ مشاركة الجميع دون إقصاء، وقد انتهج الهيثم بن عبيد مبدأ الإقصاء أثناء فترة ولايته، فقد كان عنصرياً للعرب بشدة، بمعنى أن كل شئ للعرب فقط: فقد كان بالجيوش عناصر من البربر والأمازيغ والإسبان وأيضاً من الجيل الثاني ولكنه قام بتغيير ذلك وأصبحت الجيوش وقادتها من العرب فقط، ثم قام بسحب الكنائس من المسيحيين، وأخذ الأراضي من الإسبان بالقوة ومنحها للعرب، وقد تبدلت الأحوال بالأندلس في عهده والتي كانت كمزيج تم إعداده ليصنع أعظم الحضارات ولكنه لم يحقق أي نجاح لا سيما في بداية دخول المسلمين للأندلس، فتم عزله.

التعايش...

كان لابد ممن يخلفه أن يكون مؤمناً بمبدأ التعايش وهو عبد الرحمن الغافقي أصوله يمنية ولكنه عاش لفترة بالشام ثم المغرب وأخيراً بالأندلس، وقد كان يعلم الكثير عن أمور الدنيا، فهو من الأتقياء الذين كانت تربيتهم على أيدي الصحابة وتحديداً عبد الله بن عُمر بن الخطاب.

قام برواية ثلاثة من الأحاديث عنه ومنهم هذا الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" وقام بتطبيق هذا الحديث بالأندلس، وقد تفهم جيداً معنى كلمة أخيه، فهي لا تعني أخيه المسلم فقط ولكن أخيه الإنسان. توالت أعماله وجاءت على العكس تماماً ممن سبقه، فرد الكنائس للنصارى وأعاد الأراضي للإسبان وعمل على تولية قيادة الجيوش للأمازيغ مرة أخرى، وأقام دار الحكمة وكانت تضم: مسلمون، وإسبان، وأمازيغ ويهود وكان يود اجتماع كل الأطياف للتفكير سوياً بمستقبل الأندلس، وهذا نتيجةً لحديث تعلمه من عبد لله بن عُمر.

الحديث الثاني، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الناس سواسية كأسنان المشط ليس لعربي فضل على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى" وللأـسف يتسم العرب بقدر من العنصرية ويجب تقويمها ويجب أن نتعلم معنى العطاء، لا أود إلقاء الاتهامات ولكنني على يقين أن ما أن بدأ عبد الرحمن الغافقي في إرساء مثل هذه الأسس إلا وتبدلت الأوضاع بالأندلس، وأعاد لها المركب الكيميائي التي تكونت منه: سبعة أجناس!!! أعاد الأمور إلى نصابها كما ستعود بلادنا أيضاً يوم أن نسوي بين الناس ونؤمن أن التعايش هو الحل الأمثل لبلادنا ونبتعد عن مفهوم الإقصاء.

إن عبد الرحمن الغافقي لرجلٍ عظيم بحق، وهو من اليمن وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "الحكمة يمانية والإيمان يماني" فكانت طبيعته تتصف بالحكمة. فقد عمل على توحيد المسلمين وإدارة شئون الأندلس باقتدار، ثم بدأ يستشعر القوة التي يتمتع بها إلى أن ارتكب خطأً كبيراً.

الخطأ الكبير

بدأ شارل مارتيل ملك فرنسا في التجهيز للجيوش على حدود الأندلس فسارع عبد الرحمن الغافقي بالاستعداد لمواجهة هذه الجيوش وعمل بالفعل على إعداد الجيوش وبها الأمازيغ والمعادلة الخاصة به التي تضم كافة الأطياف، وقد اتجه من قرطبة لردعهم حمايةً للحدود وبدأ ببوردو بفرنسا واحتلها ثم وصل إلى بواتيه وكانت المسافة إلى باريس مائتي وخمسة وتسعين كيلو متر، ولكن عبد الرحمن لم يكتفي بما وصل إليه وكان يود المضي قدماً في طريقه بعد أن أصابته نشوة النصر دون التفكير ببعض الأمور الحربية والسياسية أيضاً. فلم يفكر هل أعد العُدة لهذه المعركة أم لا، فقد قطع مسافة 1000 كم من قرطبة وحتى بواتيه، ولنذكر أولاً أن جيشه كان يضم 50،000 من المحاربين أي إذا تحقق له النصر فسيكتب بذلك النهاية لأوروبا وتكون تحت إمرة المسلمين، ولكن هل من المنطقي أن يحدث ذلك؟ فبالتأكيد كانت أوروبا ستعمل على توحيد جيوشها ضد المسلمين الذين يبلغ عددهم خمسين ألفاً فقط.

بالإضافة إلى أنه غفل عن أحد قوانين المولى عز وجل في الكون وهو أهمية وجود عدة قوى، فلو شاء سبحانه لجعلها قوة واحدة فقط، قال تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) (هود:118) وهذا هو ما جعل الوليد بن عبد الملك يأمر بتوقف موسى بن نصير وطارق بن زياد عن المضي في فتوحاتهم لأنه كان يدرك المعنى وراء هذ القانون، فقانون الله في الأرض هو التنوع في القوى والقوة التي تريد فرض السيطرة وإقصاء القوى الأخرى لا تتفق مع النواميس التي وضعها الله في الكون، وكان هذا هو الدرب الذي يسير عليه عبد الرحمن الغافقي ونتيجةً لذلك لم يتحقق له النصر في هذه المعركة وهي معركة بلاط الشهداء.

معركة بلاط الشهداء

مازال الغافقي على رأس جيشه يود التوغل أكثر لفتح فرنسا ومن بعدها أوروبا ولكن عدد الجيش لن يكفي للقيام بذلك بالإضافة إلى اتحاد أوروبا جميعها ضد عبد الرحمن وعدم تمام استعداده لمثل هذه المعركة. وصل عبد الرحمن إلى أرض واسعة منبسطة وكانت هذه هي أحد أخطائه التي حاول أن يجتنبها طارق بن زياد عند اختياره لمساحة ضيقة من الأرض، بينما عبد الرحمن اختار مساحة شاسعة ووصل عدد جيش شارل مارتيل إلى 400 أربعمائة ألف من الجنود وهي المعلومة التي كان يجهلها عبد الرحمن وهذا العدد نتاج لاتحاد أوروبا رغم الصراع القائم بين دولها. جاءت هذه الأعداد من ألمانيا، الشمال، السويد، الدانمارك وفرنسا وهي جميعها تحت قيادة شارل مارتيل. فعبد الرحمن جعلهم الآن في موقف لا يُحسدون عليه فهذه المعركة حاسمة في تاريخ أوروبا.

ولكن المسلمين انتصروا في بوردو، وتورو، ولا بواتيه وحصلوا منها جميعها على الغنائم، وكل جندي منهم يحمل بعضاً من هذه الغنائم ولكن هذه المعركة لم تعد خالصة لوجه الله تعالى ومن الجائز وضوح الهدف لعبد الرحمن ولكن ليس على هذا النحو بالنسبة للجنود، فمن الصعب أن تقوم بتحريك دولة بأكملها دون شرح الأسباب للناس بغض النظر عن سمو الهدف وكأنك تتحدث مع ذاتك.

بدأ الجميع البحث عن الغنائم وكانت هناك بعض العصبيات على الرغم من جهود عبد الرحمن المبذولة في توحيدهم ورد العديد من المظالم، وبدأ كل منهم يزهو بجنسيته، فمنهم العربي والأمازيغي واليمني، وهذه هي المشكلة الرئيسية التي نواجهها دائماً وتؤدي إلى السقوط. بدأت المعركة التي امتدت لتسعة أيام في عام مائة وثلاث عشرة هجرياً، خمسون ألف في مجابهة أربعمائة ألف في أرض واسعة ينقصها التخطيط الجيد ويستطيع الطرف الأخر المهاجمة بسهولة. وجاء اليوم التاسع للمعركة وهو يُذكرني بغزوة أُحد حيث داهمت مجموعة من فرسان الفرنجة معسكر الغنائم وبدأوا بالإستيلاء عليها، فصاح أحد المسلمين: "الغنائم، الغنائم" فتنبه الجنود إلى أن الغنائم الخاصة بهم تتعرض للنهب وبعد التردد الذي أصابهم في اختيار الانسحاب من المعركة وملاحقة الغنائم، قرروا العودة للحصول على الغنائم ومن ثَم لم تعُد هناك قوة تحمي جيش المسلمين الذي تم إبادة 40،000 من قواته نقلاً عن بعض الروايات، ومن هنا جاءت تسميتها ببلاط الشهداء والتي لم يبق منهم سوى 10،000 وهم من قرروا العودة.

نحن لم نتعلم الدروس المستفادة من غزوة أُحد حيث حدث فيها عصيان الرماة لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم وسعيهم للفوز بالغنائم وكانت النتيجة هزيمة للمسلمين وهي ذات النتيجة لبلاط الشهداء، والمعنى واحد إذا أصبحت الدنيا أكبر همنا ونسينا النوايا العظيمة لإصلاح الأرض وإرضاء الله عز وجل، فلابد من مواجهة بعض الانتكاسات في الطريق.

عاد جيش المسلمين بعد كارثة الهزيمة والتي كانت المرة الأولى التي تتعلم منها أوروبا معنى الوحدة، كانت بداية تكوين فريق يُدعى فرسان المعبد ممن سيشتركون لاحقاً في الحروب الصليبية، والخطأ التاريخي هو أننا حاولنا فرض هيمنتنا على العالم بينما الخالق سبحانه وتعالى لم يخلقه بهذه الصورة وكما جاء في كتابه الكريم قوله تعالى: (...وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا...) (الحجرات:13).

تبين لما القصة بعض المعاني مثل: التعايش والإقصاء، السيطرة وقبول الأخر، وكيفية الهجوم واسترداد الأرض مع رد الإعتداء مع أهمية ترك مساحات للطرف الأخر، وهو أسلوب للتفكير في الحياة نستقيه من قصة الأندلس.

قُتل عبد الرحمن الغافقي وهو من الرجال العظام، ولكننا لدينا نقص ببعض المصادر التاريخية مما يجعل سرد تفاصيل هذه المعركة والمكان المُحدد لها من الأمور الصعبة وذلك لرفض المسلمين التحدث بشأنها لأنها انتهت بهزيمتم، وقد استقينا المعلومات عنها من المصادر الغربية فقط، بينما قام المسلمون بسرد تفاصيل معركة أُحد مما يُعد من الأمانة عند عرض التاريخ، كما ذكر القرآن أيضاً أخطاء هذه المعركة، وكان لزاماً أن نذكر أيضاً أخطاء معركة بلاط الشهداء والتي تحدث عنها الغرب وأسهب في وصف الانتصار التاريخي الذي تحقق ولهذا لا يتوافر لدينا المصادر الدقيقة لها.

كادت الأندلس أن تقترب من نهايتها بعد عودة المسلمين فقد انتهى أمر الجيش الإسلامي وقُتل قائده وكان بإمكان شارل مارتيل الاستعانة بجيوشه التي تبلغ 400،000 من الجنود ودخول الأندلس وإخراج المسلمين منها، ولكن هذا لم يحدث وسيظل المسلمون بالأندلس 700 سبعمائة عام أخرى.

بقاء الحكم الإسلامي في الأندلس

بقي المسلمون في الأندلس لسببين: أولهما، ظهور أحد القادة العظماء يُدعى عبد الرحمن الداخل، صقر قريش وهو رجل واحد لا يُستهان به وبدأ على الفور في الإصلاح، ولذلك يجب أن نثق أن شخصاً واحداً فقط يملك القدرة على تغيير العالم. السبب الثاني: كان الذكاء الذي يتمتع به شارل مارتيل في رفضه الدخول قبل أن يطمئن على أوضاع المجتمع الذي يسعى لمحاربته، فهل المسلمون من الضعف بمكان بحيث يمكن هزيمتهم مثل ما حدث في السابق أم أنهم ثابتون كمجتمع وليس كجيش؟ فأمر الجواسيس التابعة له بالبحث حول أربعة أشياء، أحوال كلٍ من: الشباب والتجار والمرأة والعلم. بعد قيامهم بمهمتهم عادوا إليه بهذه النتائج:

· الشباب: يشغله وضع وتصويب السهام وكيفية إصابتها للهدف

· النساء: يكتبن المصاحف بالخط الكوفي ويقمن بتعليم الكتابة للناس

· التجار: يتسمون بالأمانة والصدق

· العلم: لم نجد فيهم أمياً واحداً فكلهم يجيدوا القراءة والكتابة: فهي أمة تتعلم وتُعلِم.

فصمت برهة ثم قال: "لا نقدر أن نغزوهم الآن ولكن إن تغيروا غزوناهم". وقد كان، فنحن تغيرنا بالفعل ومن الجائز أن يكون الخطأ من الساسة أو يكون الجيش ضعيفاً لكن لن يقدر أحد على مواجهة مجتمع قوي متماسك.

تُوفي شارل مارتيل وبعد عدة قرون أرسلوا جواسيسهم مرة أخرى حيث وجدوا الشباب يبكي لأمور غير ذات قيمة مثل هجر الأحبة لهم وعدم رغبتهم في القيام بشئ، التجار يقومون بالغش وإعطاء الوعود غير الصادقة، أما المرأة فتهتم بالزينة والحلي وفقدت اهتمامها بكل الأمور الأخرى، والعلم أصبح بلا قيمة، فقالوا:" الآن نغزوهم".

قام بتحريرها: قافلة تفريغ الصوتيات – دار الترجمة

Amrkhaled.net© جميع حقوق النشر محفوظة

يمكن نشر ونسخ هذه المقالة بلا أي قيود إذا كانت للاستخدام الشخصي

وطالما تم ذكر المصدر الأصلي لها أما في حالة أي أغراض أخري

فيجب أن يتم الحصول على موافقة كتابية مسبقة من إدارة الموقع management@daraltarjama.com

----------------------------

The Story of Andalusia

by Dr. Amr Khaled

Ep 7

Absence of co-existence leads to failure The society in Andalusia was an intricate mosaic of many diverse groups, and they learned how to co-exist and flourish. These groups included Muslim Arabs, Muslim Berbers, the Muladin (the descendants of Muslims who married Hispanic women), Christian Hispanics, Hispanics who converted to Islam, Jews, as well as various African, Moroccan, and Arab tribes who immigrated to Andalusia. Such a diversified society thrived based on the three principles of co-existence: indiscriminate acceptance of all groups, mutual respect, and mutual cooperation. It was only when these principles were not collectively observed that the society failed. Unfortunately, al-Haitham Ibn-Obaid, who ruled Andalusia in 113 A.H.1, did not understand the delicate composition of the Andalusian society, as he was extremely partial to Arabs. He excluded all non-Arab soldiers from the army, took back the churches from the Christians, and revoked the Hispanics’ ownership of their land and redistributed it to Arabs. As a result, the society suffered greatly during his reign until he was eventually ousted. Co-existence Al-Haitham Ibn-Obaid needed to be replaced with someone who believed in peaceful coexistence. This was Abdul-Rahman al-Ghafiqi, who was of Yemeni descent. He was a wise, pious man who narrated three of Prophet Muhammad’s (SAWS2) ahadith3, two of which actually urge upon the importance of social equality and coexistence. He succeeded as a ruler because he put those ahadith into practice and restored the rights of all people who were previously oppressed. However, he too, made a great mistake. The big mistake When Charles Martel, King of the Franks, started to prepare an army to raid Andalusia, Abdul-Rahman al-Ghafiqi assembled an army of 50,000 men and headed from Cordoba to conquer Bordeaux and then towards Poitiers. Jubilant in his victory, Abdul-Rahman al-Ghafiqi rashly proceeded further wanting to conquer Paris, failing to take into account several military and political considerations. He only had a 50,000 soldier army, and he was about to start a battle, the winning of which would bring all of Europe under the rule of Muslims. It was only logical that armies would be mobilized from all across Europe to face him and his army. In addition, Abdul-Rahman’s failure was a natural consequence to his negligence of the divine decree of maintaining balance on earth through the co-existence of multiple powers, and Allah’s assertion that He created us as different tribes and groups to get peacefully acquainted with one another. The Battle of Tours (Balaat ash-Shuhada’) Unknown to Abdul-Rahman al-Ghafiqi, an army of 400,000 led by Charles Martel was mobilized to face the Muslims. Muslims at that time were absorbed in their triumph in Boudreaux, Tours, and Poitiers; they had forgotten the real goal of their mission and were preoccupied with the spoils. Furthermore, the battlefield was poorly chosen by Muslims as it consisted of a vast area of flat land that made it easy for the Franks to attack Muslims and difficult for Muslims to fight back. The fight continued for nine days. On the ninth day, a group of Frank soldiers headed to steal the Muslims’ spoils. Many Muslims left the battlefield and hurried to salvage the spoils leaving the army unprotected. The Franks seized this opportunity to charge and kill 40,000 Muslims, including their leader Abdul-Rahman al-Ghafiqi, and the remaining 10,000 decided to retreat. This is why the battle is called by Muslim historians Balaat ash-Shuhada’ (Battle of the Palace of Martyrs). Keep in mind that a similar scenario took place in the Battle of Uhud during the life of Prophet Muhammad’s (SAWS) but, unfortunately, the Muslims did not learn the lesson. When we forget our main, noble goal (spreading Islam and pleasing Allah) and focus on worldly matters (such as spoils of war), we are doomed to failure. The Muslim existence in Andalusia was threatened after their defeat. Charles Martel with his huge army could have easily proceeded to Andalusia, expelled the Muslims and regained the land. However, this was not the case, and the Muslim rule of Andalusia continued for another 700 years. The persistence of the Muslim rule in Andalusia The Muslim reign in Andalusia remained for some time for two reasons: the multiple reforms by Abdul-Rahman ad-Dakhel and the reluctance of Charles Martel to enter the Muslim lands before assessing the vulnerability of the Muslim society. Martel sent missionaries to survey the youth, women, merchants, and the educational status of the society in general. They found the youth busy practicing archery, the women occupied with inscribing the Noble Qur’an and teaching people how to write, the merchants upright and trustworthy, and everybody was literate and well-educated. Based on these facts, Charles Martel decided that he could not defeat Muslims this way, so he did not attack them. Several centuries later, the Muslim society changed and knowledge was no longer a priority. The youth became solely interested in romance, women became engrossed in grooming and jewelry, and merchants began to cheat That was the society the Franks found ripe for attack.

Translated by: The English Convoy – Dar al-Tarjama

AmrKhaled.net © جميع حقوق النشر محفوظة

This Article may be published and duplicated freely for private purposes, as long as the original source is mentioned. For all other purposes you need to obtain the prior written approval of the website administration. For info: management@daraltarjama.com

1 A.H = after hijrah of the Prophet from Makkah to Madinah in 622 A.D

2 Salla Allah alayhe Wa Salam [All Prayers and Peace of Allah be upon him]

3 The Prophet’s actual sayings or actions as narrated by his companions

--------------------------------------

{L’histoire de l’Andalousie} Episode 7: la chaussée des martyrs1 (Balat Ach-Chouhadaa)

Introduction Au nom d’Allah le Tout Miséricordieux, le Très Miséricordieux, louanges à Allah, et que la bénédiction et le salut d’Allah soient accordés à Son messager. Avant d’aborder l’épisode d’aujourd’hui, il s’avère indispensable de souligner que l’histoire de l’Andalousie incarne le passé dont on peut profiter dans notre vie actuelle surtout qu’il ya une multitude de ressemblances. En l’an 111 de l’hégire, le calife nomma Al-Haythâm Ibn Obayd gouverneur de l’Andalousie. Or, celui-ci n’était pas conscient du trait distinctif de ce pays où cohabitaient des Arabes musulmans, des Berbères musulmans, des Arabo/ Berbéro- Espagnols, des Espagnols chrétiens, des Espagnols convertis à l’Islam, des juifs et des Yéménites émigrés. Au lieu d’enraciner le principe de la coexistence qui consiste à accepter l’autre, à le respecter et à coopérer avec lui, au sein de cette société, Al-Haythâm Ibn Obayd était fanatique des Arabes. Par conséquent, il priva les frères appartenant à d’autres nationalités des postes de commandement. De surcroît, il s’empara des églises aussi bien que des terrains des Espagnols pour les donner aux Arabes. Abdul Rahmân Al-Ghafiqi gouverneur de l’Andalousie Face au fanatisme tribal, à l’injustice et aux divisions orchestrées par ce gouverneur, il fut évincé de son poste et remplacé par Abdul Rahmân Al-Ghafiqi, un homme pieux et sage, d’origine yéménite. Celui- ci a vécu en Syrie, puis au Maroc, et s’installa enfin en Andalousie. C’est pourquoi il était tout à fait convaincu de l’importance de la coexistence en tant que clé de voûte de la prospérité des sociétés. A cet égard, il faut bien noter qu’Abdul Rahmân Al-Ghafeqi, l’un des disciples du compagnon Abdullah Ibn Omar Ibn Al-Khattâb, était profondément imprégné par trois hadiths qui sont: « Les hommes sont égaux comme les dents d’un peigne.», «L’Arabe n’a pas de mérite sur le non-arabe, ni celui-ci sur l’Arabe, le blanc n’a pas de mérite sur le noir, ni celui-ci sur le blanc; sauf par la piété.» et «L’'un de vous n'est véritablement croyant que s'il aime pour son frère ce qu'il aime pour lui-même». Selon Abdul Rahmân Al-Ghafiqi, le terme «frère» s’élargit pour englober toute personne peu importe sa croyance. Cette compréhension avait certes ses répercussions positives sur sa manière de gouverner l’Andalousie. Il décida de rendre les églises aux chrétiens, les terrains aux espagnols tout en réhabilitant les Berbères comme commandants dans l’armée. Il donna naissance également à une maison de sagesse « Dar al-Hekma » qui regroupait des représentants de chacune des sept communautés composant l’Andalousie afin de réfléchir sur son avenir. Tous ces éléments avaient contribué à l’épanouissement de l’Andalousie. J’ouvre là une parenthèse pour attirer votre attention sur la nécessite d’ancrer, dans nos sociétés arabes, une véritable coexistence afin de garantir la renaissance de notre nation. Une menace extérieure Abdul Rahmân Al-Ghafiqi était informé que Charles Martel, roi de France, préparait une armée afin de conquérir l’Andalousie. Par conséquent, Abdul Rahmân Al-Ghafiqi équipa, lui-aussi, son armée, en vue d’empêcher l’avancement de ses ennemis. Pour atteindre cet objectif, il se dirigea de Cordoue au sud vers le nord passant par Bordeaux, Tours et Poitiers et il s’empara de toutes ces villes. Une planification non exhaustive Fier de sa victoire écrasante, Abdul Rahmân Al-Ghafiqi décida de poursuivre son avancée vers le nord surtout qu’il n’était distant de Paris que de 295 Km2. Or, l’armée musulmane avait connu une terrible défaite, près de la chaussée romaine pour des raisons cruciales qu’Abdul Rahmân Al-Ghafiqi n’avait pas prises en considération. D’un point de vue militaire, l’armée est complètement épuisée après avoir parcouru 1000 Km2 de Cordoue à Poitiers. En conséquence, elle était incapable d’avancer vers le nord. Politiquement parlant, les victoires écrasantes remportées par les musulmans incitèrent les différents pays de l’Europe à s’unir, pour la première fois, en dépit de leurs conflits, pour leur faire face. A ces deux premières raisons, s’ajoutaient deux autres. D’une part, la négligence d’une règle divine qui consiste à l’existence de diverses forces afin d’assurer l’enrichissement de notre terre. Ce sens est rendu explicite par le verset qui peut être traduit comme: « Et si ton Seigneur avait voulu, Il aurait fait des gens une seule communauté. Or, ils ne cessent d’être en désaccord (entre eux,) » (TSC, Hoûd : 118). C’est pour cette même raison que le calife Al Walid Ibn Abdul Malek arrêta l’avancement de Moussa Ibn An-Nossayr et Tarek Ibn Zyad après la conquête de l’Andalousie. D’autre part, l’objectif de l’expansion islamique conduite par Abdul Rahmân Al-Ghafeqi n’était pas assez clair aux yeux de la majorité des combattants. Ces derniers ne se souciaient que du butin pris à la suite de chaque bataille alors qu’il gênait les manœuvres de l'armée et retardait ses mouvements. On remarque, d’emblée, la naissance d’un esprit fanatique au sein de l’armée. A titre d’illustration, les Arabes prétendirent qu’ils avaient du mérite sur les autres et ils devaient être plus récompensés. La chaussée des martyrs Sur un terrain vaste et pat, la bataille se déroula, en l’an 113 de l’hégire, entre l’armée musulmane, composée de 50 000 guerriers, et l’armée des Francs constituée de 400 000 combattants de par le monde occidental. Nous pouvons donc constater que contrairement à Tarek Ibn Zyad lors de la conquête de l’Andalousie, Abdul Rahmân Al-Ghafiqi n’avait pas réussi à bien choisir l’endroit qui permit à son armée de combattre aisément son ennemi. Cette bataille durait neuf jours. Toutefois, au dixième jour, une erreur très grave fut à l’origine de la défaite des musulmans. Un groupe de cavaliers francs attaqua le camp musulman qui renferma le butin. A l’instar du combat d’Ohod, les musulmans se précipitèrent en vue de sauvegarder leurs biens, tout en laissant le cœur de l’armée aux attaques de l’ennemi. Par conséquent, un très grand nombre de musulmans, y compris le commandant Abdul Rahmân Al-Ghafeqi, tombèrent en martyrs, d’où venait la nomination « Balat achouhadaa » (La chaussé des martyrs). En effet, cette défaite n’est qu’un message divin qui nous rappelle que notre but ultime doit être la réforme de la terre afin de satisfaire notre Créateur. En d’autres termes, plus on s’éloigne de ce but en se souciant de cette vie éphémère, plus nous connaissons de véritables crises. En outre, il s’avère indispensable de signaler que vu l’absence des sources historiques arabes traitant cette de cette bataille sanglante, nous ne pouvons pas la présenter d’une manière exhaustive. Autrement dit, toutes nos connaissances autour de cette bataille proviennent des sources historiques occidentales parce que les musulmans s’abstenaient de raconter leur défaite. Or, ils devaient le faire pour que les générations suivantes en profitent ultérieurement surtout que le Saint Coran aussi bien que les compagnons nous ont expliqué la défaite des musulmans au combat d’Ohod tout en précisant l’erreur commise. La solidarité de la société andalousite D’ailleurs, la question qui se pose maintenant: pourquoi les Francs, après cette victoire écrasante, n’avaient-ils pas poursuivi les musulmans pour les chasser de l’Andalousie? Ceci se réfère principalement à deux éléments: * l’apparition d’Abdul Rahmân Ad-Dakhel, surnommé « le Faucon de Quraïche » (Sakr Quraïche), qui instaura un pouvoir solide tout en apaisant les tumultes au sein de l’Andalousie. * l’intelligence de Charles Martel qui l’empêcha d’envahir une société inconnue pour lui. C’est pourquoi, il y envoya des espions cherchant des réponses à trois questions primordiales qui reflètent par excellence la solidarité de la société. Ces questions étaient autour de la position des jeunes, de la femme et des sciences dans la société. Les espions lui répondirent que les jeunes s’entraînaient perpétuellement afin de défendre leur société contre tout ennemi, les femmes s’intéressaient à écrire le Saint Coran et à enseigner l’écriture aux autres, les marchands étaient connus pour leur franchise et leur loyauté, de plus, les sciences y occupaient une place primordiale et il n’y avait aucun illettré. Charles Martel pensa que ce n’était pas du tout le moment opportun pour envahir une société pareille. La chute de l’Andalousie n’a eu lieu que quelques siècles plus tard lorsque les espions remarquèrent que la réponse à ces questions était complètement changée. Les jeunes pleuraient à chaudes larmes la perte de leurs bien-aimées, les femmes ne s’intéressaient qu’à leur beauté et à leurs parures, les marchands trichaient et n’étaient pas fidèles à leurs promesses, et les sciences n’avaient aucune valeur. A cet égard, il faut bien noter que même si l’armée était faible, la solidarité de la société

constitue une garantie contre toute menace externe.

Traduitpar : La CaravaneFrançaise – Dar al-Tarjama

AmrKhaled.net © جميع حقوق النشر محفوظة

Cet article peutêtrepubliéoucopiésousuneformeinchangée pour des usages privésoupersonnels, à condition dementionnersa source d'origine. Tout autre usage de cet article sans uneautorisationécritepréalable de la part del'Administration du site eststrictementinterdit.

Pour plus d’informations: management@daraltarjama.com

1 Cette nomination est en référence à la chaussée romaine près de laquelle la bataille avait eu lieu.