الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
الإنسان الحافظ للسان تخلَّق بأخلاق الرحمن فقرر أن يكُف لسانه عن الغيبة؛ لأنه يعلم أن الغيبة من أكبر الكبائر، وأنه إذا حافظ على لسانه سيكون بجوار النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجنة، فاحفظ لسانك من الغيبة واحجز مكانك وسط أهل_الجنة

-------------------------

بسم الله والحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله, مستمرين في رحلتنا لزيارة أهل الجنة وعندما نسير في كون الله وبديع صنعه في الدنيا نرى مشهد نفسي وحال أهل الجنة وهو السلام بينهم في قوله تعالى:

" لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴿٣٥﴾ جَزَاءً مِّن رَّ‌بِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ﴿٣٦﴾ " سورة النبأ, فجزاء الله لأهل الجنة هو التعامل بطيبة والإحترام المتبادل مع بعضهم البعض .

أخلاق أهل الجنة

باب حافظ اللسان: شخص لا يغتاب أحد وحفظ لسانه عن ذكر الآخرين بالسوء, فهو يعرف أن الغيبة من أكبر الكبائر ففي قول الله تعالى: " لَّا يُحِبُّ اللَّـهُ الْجَهْرَ‌ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّـهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴿النساء: ١٤٨﴾", وحافظ اللسان يكون النبي جليس في قلبه يتخلق بأخلاقه فالرسول صلى الله عليه وسلم كان لايغتاب أحد ويدافع عن أصحابه في غيبتهم, كذلك سيدنا عُمر بن الخطاب كان يقول: "كنت أُحب الجلوس مع أقواماً ينتقون كلامهم كما تنتقون أنتم أطايب التمر", فيصُبح حافظ اللسان بجوار النبي في الجنة وبجوار عُمر بن الخطاب وبصُحبة هؤلاء العظماء.

خطة الشيطان

استهدف الشيطان رغبة مدفونة عند الإنسان وهي تحقيق شعور الأفضلية ويكون ذلك من خلال انتقاص الناس, وهنا يبرر الشيطان للمُغتاب ذلك بأنه يقول الصدق, والمُغتاب هو الشخص الذي ذكر آخاه بما يكره صادقاً إما بالكلام أو الإيحاء, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديث صحيح: " أتدرون ما الغيبةُ ؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلمُ. قال: ذكرُكَ أخاكَ بما يكرهُ".

هدف الشيطان:

1-أن يصُبح الشخص المُغتاب منافق, ظاهره يخالف باطنه.

2-يُحزن الناس قول تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّ‌سُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ‌ وَالتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُ‌ونَ ﴿المجادلة: ٩﴾"

حصاد الشيطان

علامات الشخص المُغتاب:

-غيبة الصفات: نغتاب صفات الإنسان كالطول, الحجم, اللون, ملامج الوجه, ويبرر ذلك بأنه حقيقة في الشخص الذي يغتابه وذلك رغبةً منه فى تحقيق الأفضلية عليه.

-غيبة التصرفات: التعليق على ملابس الشخص وانتقاد تصرفاته.

-غيبة الأفكار والممتلكات: كالتعليق على أفكار شخص وأراءه كذلك ممتلكاته كالمنزل, السيارة.

حصاد المُغتاب:

-فقدان ثقة المحترمين: فالناس يحبون الجلسة التي بها أخبار جديدة ولكن لا يثقون بالشخص الذي يدير هذه الجلسة ويستخدمونه لتحقيق متعتهم.

-انخفاض الصحة النفسية: تؤثر على استقرار الشخص وهدوئه وسكينة قلبه وحسن تصرفه في المواقف التي بها توتر, فيُصبح الشخص من داخله مكسور وتُصبح نفسيته منخفضة ويستصغر نفسه.

-شدة الحساب يوم القيامة: فالشخص الذي يُصر على الغيبة وانتهاك الأعراض لا يدخل الجنة, ففي الحديث الصحيح" مررتُ ليلةَ أُسرِي بي على أقوامٍ يخمُشون وجوهَهم بأظافرِهم فقلتُ يا جبريلُ من هؤلاء؟ قال هؤلاء الَّذين يغتابون النَّاسَ ويقعون في أعراضِهم" الراوي: أنس بن مالك.

صيدلية الذكر

-صيدلية الذكر: دعاء يقوله أي شخص يغتاب "اللهم احفظ لساني من الاغتياب وارزقني قلباً خاشعاً تواب أنك أنت العزيز الوهاب"

نقدر نتغير:

-المبدأ: المغتاب يعض الخلق بلسانه, بعيداً عن إخوانه, نادم يوم القيامة إذا رأى خُف فى ميزانه.

-صيدلية الذكر: دعاء يقوله أي شخص يغتاب "اللهم احفظ لساني من الاغتياب وارزقني قلبًا خاشعًا تواب أنك أنت العزيز الوهاب"

-الخطوة العملية: دافع عن أي شخص يتم اغتيابه في المجلس قال تعالى: "وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" الأنعام 68 و كذلك لتحقيق وصية سيدنا محمد لأصحابه ولنا.

جنة حافظ اللسان: الله عز وجل عندما يتكلم على الإنسان يتكلم بما هو جميل فحافظ اللسان تخلق بأخلاق الرحمن احتراما لله وللمؤمنين فيستره الله يوم القيامة ويستر عوارته الأخلاقية وذنوبه.