الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
الإنسان المُحب للخير هو بحق خليفة لله في الأرض لا يحقد على أحد ويتمنى الخير للجميع، فاستحق أن يكون في الجنّة مع الأنبياء والصالحين... احجز مكانك مع أهل الجنّة وكُن مُحبًا للخير

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. كم هو من الجميل أن ترى جمال الآخرة ولكن أيضًا التعرف على مشاعر الجنة، ومن أجمل مشاعر أهل الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح "أولُ زمرةٍ تدخُلُ الجنةَ على صورةِ القمرِ ليلةَ البدرِ، والذينَ على أثَرِهِمْ كأشَدِّ كوكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السماءِ إضاءَةً، قلوبُهم علَى قلْبِ رجلٍ واحدٍ، لا اختلافَ بينَهم، ولا تباغُضَ..".



أخلاق أهل الجنة

باب مُحب الخير: شخص يحب الخير للغير رغم كل التنافس والتباغض الموجود في الدنيا، فقال صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح "..إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم"، فقلب هذا الشخص تقي ونقي لا يوجد فيه إثم أو غل، فكن مُحب الخير لكل من حولك لكي تُحشر مع النبي.



خطة الشيطان

الشيطان حقود ويكره الخير ومعنى الحقد هو صاحب القلب المليء بالكراهية والتربص بالإيذاء. قال صلى الله عليه وسلم في حديث حسن "ما رئي الشيطان يوما هو فيه أصغر، ولا أحقر، ولا أدحر، ولا أغيظ منه في يوم عرفة .." فالشيطان يريد أن يُلبس الإنسان هذه المشاعر الخبيثة بهدف تفريق المجتعمات، والسبق بالخير رغبة عند كل الناس، والشيطان يقول لك أن لا تحب الخير ولكن أن تكره الشخص المنافس ومن هنا يأتي التربص بالإيذاء، والتبرير الذي يستخدمه الشيطان لكي ينام ضميرك هو "أنت أولى بالخير".



علامات الشخص الحقود

- الشعور بالمرارة عند ذكر الشخص الذي تُحقد عليه: فكر في شخص من الممكن أن تكون حقودًا عليه ولكنك لا تدري، قال تعالى {..قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُ‌هُمْ أَكْبَرُ‌..} ]آل عمران: 118[.

- الفرح لحزنه والحزن لفرحته: قال تعالى {..إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَ‌حُوا بِهَا..} ]آل عمران: 118[، فيشعر الإنسان بالفرحة إذا خسر الشخص الذي يحقد عليه أو اُصيب بأي أذى.

- إنتهاز الفرصة للإيذاء: انتظار وقت ما لكي تأذي هذا الشخص، فتغتابه أو تأذيه في عمله أمام مدير العمل.



حصاد الحقود

- التعاسة المستمرة: على الرغم من أن الشخص الحقود الله أنعم عليه بكثير من النِعم إلا أنه يشعر بالتعاسة لأي شخص مُنعم بالخير، والتعاسة يدفع ثمنها الشخص الحقود.

- فقدان الحكم المنطقي: المشاعر المستحوذة تغلق مراكز الحكم المنطقى لدى الإنسان، كشخص بني إسرائيل الذي شعر بالحقد على النبي فقط لأنه لم يخرج منهم مع أنه يعلم أنه نبي الله.

- حجب النفس عن المغفرة: قال صلى الله عليه وسلم "إذا كان ليلةُ النصفِ من شعبانَ اطَّلَعَ اللهُ إلى خلْقِه، فيغفرُ للمؤمنينَ، و يُملي للكافرينَ، ويدعُ أهلَ الحِقْدِ بحقدِهم حتى يدَعوه"، فلا تعرض نفسك للبعد عن مغفرة الله لأن الله يحب الناس الذين يحبون الخير للآخرين.



التعافي والوقاية

- المبدأ: من وصف الحقود أنه تعيس لا يُغير قدره، ونعم الله لا تنقطع فتستمر التعاسة له.

- صيدلية الذكر: دعاء يقوله أي شخص يشعر بالحقد تجاه أحد "اللهم اشفي قلبي الحقود وأمله بالحب يا لطيف يا ودود".

- الخطوة العملية: أي شخص تشعر بالغل والحقد تجاه، تكلم عنه بالخير الكثير أمام الناس، وهذا يساعد على نزع المشاعر السلبية.



مُحب الخير يقوم بثلاثة أشياء

- يعلم أن الحقد لا يضر إلا قلبه هو فيتلخص منه حتى لا يضر نفسه.

- الدعاء لمنافسيه بل ومساعدتهم إن استطاع.

- النوم وهو لا يحمل أي أحقاد.