الحقوق محفوظة لأصحابها

إبراهيم الدويش
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، سيكون الحديث في هذه الحلقة بإذن الله بعنوان : ليرى الله تنافسكم ..

التقرير يبتدأ بسؤال : ما هي خططك لرمضان هذا العام وأي الشخصين ستكون ؟؟؟

الأول : ينوي متابعة أحدث المسلسلات ، الثاني : ينوي صلاة كل فرض في المسجد .

الأول : يلعب الورق مع رفاقه ، الثاني : يحضر حلق الذكر مع رفاقه .

الأول : لن يفوت حضور مأدبة ، الثاني : لن يفوت القيام بعمرة .

الأولى : سيدة ستقرأ كتب الطبخ لتفنن في إعداد الفطور ، الثانية : سيدة ستقرأ القران وتتفنن في تلاوته وحفظه .

الأولى : لن تفوت زيارة المقاهي ، الثانية : لن تفوت صلاة التراويح .

الأول : يقضي نهاره بالنوم ، الثاني : يقضي نهاره بالعبادة .

الأول : يحتفل بالقرقاعون ( نصف رمضان ) ، الثاني : يوزع الصدقات على الفقراء .

الأولى : تقضي وقتها في التخطيط للعيد وشراء ملابس العيد ، الثانية : تقضي وقتها بالطاعة وشراء رضى الرحمن .

نجد كثيرا مثل هاتين الصورتين المتناقضتين في بيوتنا فالتنافس في رمضان يختلف من شخص لأخر ، كل انسان بحسب همته وعزيمته ، ورمضان فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده ، فليس كل الناس يدركون أهمية وقيمة رمضان ، والكثير منا لا يدرك قضية التنافس وثمرة التنافس في هذا الشهر الكريم ، والله مساكين الذين يحرمو من بركة هذا الشهر ومغفرته والخيرات والأجر الكبير الذي فيه ،،، قال عليه السلام : " أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل " ،، إي والله الشقي من يحرم بركة هذا الشهر ،، فكما رأيتم في تلك المشاهد أناس ينافسون على الخيرات وأخرين غافلون ما زالوا غارقين في الشهوات رغم أنهم في رمضان .

لو تأملنا لشخصين بعد صلاة المغرب وتناول الفطور، أحدهما يتوضأ ويستعد لصلاة العشاء والتراويح والأخر ربما غارق متكأ على أريكته بإنتظار المسلسلات وفوازير رمضان وغيرها من الأمور التي تصرف الناس عن التنافس في هذا الشهر الكريم ، فأيهما أنت ؟؟ الشقي المحروم الذي حرم بركة هذا الشهر أم الأخر ؟؟

يا إخوة ثلاثون ليلة تعرض فيه التوبة والمغفرة ،، لله فيه كل ليلة عتقاء من النار ، أيعقل أن تعرض عليك التوبة كل ليلة من هذا الشهر ثم لا تتوب ولا يغفر لك ولا ليلة من هذه الليالي ؟؟ أي شقاء هذا والله!! هذا هو الحرمان ، يوم أن تفوت عليك هذا العرض السخي ،، أليست تكثر العروضات في هذا الشهر المبارك للتجارة في الأسواق ،، وهذا تحفيز سماوي كل ليلة يعرض الله عليك التوبة والمغفرة فأي محروم هذا الذي لن يعتق !!!!!!!!! والله فرصة ليراجع كل منا نفسه .

هل تصدقون أنه لو جمعنا رمضان بأكمله لوجدنا أنه تقريبا 720 ساعة ، فإذا ذهب الثلث منها في النوم لأن ثلث حياتنا نوم ( هذا النوم الطبيعي 8 ساعات ) لكن بعض الناس يدبسها نومة ويمكن ما يقوم والله المستعان إلا على الإفطار وهذا حال بعض الناس وللأسف ، إذن ذهب 240 ساعة نوم فبقي 480 ساعة ، 480 ساعة هي ميدان التنافس أيها الإخوة والأخوات ولكن كم شاهدت منها مسلسل رمضاني ؟؟ كم ساعة منها تقرأ القران ؟؟ ساعة واحدة ؟؟ إذن 30 ساعة قراءة قران ، وساعة للصلوات الخمس للمحافظ على أوقاتها إذن 30 ساعة أخرى ، وساعة للتراويح إذن 30 ساعة أيضا خلال رمضان ومجموعها 90 ساعه وباقي 390 ساعة فماذا ستفعل فيها ؟؟ إن لم يكن لك برنامج لقضاء هذه 390 ساعة بشكل مفيد والله ستخسر رمضان .

يا إخوة هذا الشهر الكريم من أعظم ميادين التنافس ، العجيب أننا نجد الناس يتنافسون في امور الدنيا بشكل عجيب في السيارات في الموديلات في الخادمات في الحفلات وكل منهم لا يريد لأحد أن يكون أفضل منه ، لكن في امور العبادات نغفل عن مثل هذا ، نحتاج أن نشعر بأهمية رمضان حاولو أن تسبقو من سبقكم ، والأمر إرادة وإدارة ،، فالإرادة هي العزيمة والاستمرار خلال هذا الشهر في أوله ووسطه وأخره ،، والإدارة إدارة للوقت وللذات

ذريني أنل ما لا ينال من العلا ،،، فصعب العلا في الصعب والسهل في السهل

تريدين إدراك المعالي رخيصة ،،، ولا بد دون الشهد من إبر النحل

ليرى الله تنافسكم .. أرو الله من أنفسكم خيرا

أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .