الحقوق محفوظة لأصحابها

عمر عبد الكافي
أحمد الله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأنَّ سيدنا محمدا عبده ورسوله

اللَّهم صلِّ وسلِّم وبارك عليك يا سيِّدي يا رسول الله صلاةً وسلامًا دائمين متلازمين

إلى يوم الدِّين وأما بعد،

أحبتي في الله ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد، وهذه مذكرة جديدة من صفحات

"مذكرات إبليس" - والعياذ بالله - أعاذنا الله وإيَّاكم منه وجنبنا وإيَّاكم الفتن ما ظهر منها وما بطن، وجعلني

وإياكم مفاتيح خير مغاليق شر وأعاذنا وإيَّاكم من الشيطان الرجيم وحزبه.

المذكرة التي يكتبها إبليس اليوم يقول : أنا أريد أن أصنع حاجزا ما بين المؤمن وبين ربِّه

صفحة صعبة سوداء من مذكراته الأشد أو الأكثر سوادا هويريد أن يحجبك عن معرفة ربك

كيف؟

لو أنَّك أخذت طفلك ابن الثالثة أو الرابعة إلى مسرح العرائس، وجلستَ أنت بجواره أو أمه، والعرائس كشخوص

تتحرك على المسرح،الولد لصغر سنِّه وعقله يظن أنَّ هذه العرائس تتحرك من ذاتها، ولكنَّك لأنَّك أكثر وعيا،

و أنبه عقلا وعندك تجربة الحياة بعد هذا العمر ، تعلم أنَّ هذه العرائس لا تتحرك من ذاتها وأنَّ هناك

خيوطا دقيقة ورقيقة ، لاترى يعني إلا بتدقيق النظر، وهناك خلف الستارة أو السترأو الكواليس من يحركها.

لماذا هذا المثل؟ لله المثل الأعلى؛

أهل الدنيا ينظرون إلى الأسباب وأهل الدِّين ينظرون إلى المُسبب وشتَّان

بين من ينظر إلى المسبِّب ومن ينظر إلى الأسباب، شتَّان من ينظر إلى ربِّ الأرباب الذِّي إذا أراد شيئا أن

يقول له كن فيكون،والذِّي نظره تحت أقدامه لا يرى إلا ظواهر الأمور، فينقلب الناس إلى نوعين: نوع مفكر أو

متفكر ونوع متدبر و شتَّان بين من يتفكر وبين من يتدبر، كلنا نفكر أنا أفكر الآن أن أنهي الحلقة ثم أعود بعد

ذلك إلى البيت، هكذا أنا أفكر هذا تفكير، الولد الصغير يفكرأنَّه جاع فيرضع من ثدي أمه،

هذا تفكير، الحيوانات -أعزَّكم الله- لها إدراك، عندها غرائز إذا جاعت أو عطِشت، سبحان الله ، أو هاجمها

مهاجم، عندها غريزة البقاء والدِّفاع هذا تفكير، لكن المتدبِّر لم يقول ربُّ العباد أفلا يتفكَّرون القرآن بل قال:{ أفلا يتدبَّرون القرآن}

ما هو التَّدبر؟ الوقوف بتدقيق في حقائق المسائل.

إبليس يريد في مذكرات اليوم أن يصنع بيننا وبين الله حاجزا -والعياذ بالله-،

نحن نقول لكل مؤمن وأقول لنفسي أولا:

لو عرف العبد كل شئ وما عرف ربه فما عرف شيئا، -احفظوها-، لو عرف العبد كل

شئ في الحياة، في الطب والهندسة والمحاماة والفيزياء والكيمياء والأدب و و الخ...-سبحان الله-، ولكنَّه

لم يعرف ربَّه، هذا جاهلٌ وإنْ كان حائزا على جوائز نوبل، لماذا ؟ لأنَّه لم يعرف ربه.

ولذلك الأعرابي جلس تحت الشجرة فرأى -أعزَّكم الله- بعرًا لبعيره ورأى آثار سيرٍ له ولبعيره على الرِّمال فقال قولته

المشهورة:

(البعرة تدل على البعير،وأقدام السير تدل على المسير فأرض ذات فجاج

وسماء ذاتُ أبراج وبحار ذات ُمواج ألا يدل ذلك على الله اللطيف الخبير)،

فمادام هناك بعرة يعني هناك بعير و مادام هناك أقدام على الرَّمل فهناك كائن يمشي.

وهذا الذِّي كان يعبد صنما -والعياذ بالله- رجع فرأى الصنم مبتلا، فنظر فإذا بثعلبين قد اختبآ خلف صنمه، وقد بالا فوقه ،

الإله المزعوم هذا.

قال الأعرابي بفطرته: - من باب الاستفهام أوالخبر-

ربٌ يبول الثعلبان برأسه * * * لقد ذلَّ من بالت عليه الثعالبُ

فلو كان ربا كان يمنع نفسه * * * فلا خير في رب نأته المطالب

برئتُ من الأصنام في الأرض كلِّها * * * وآمنتُ بالله الذِّي هوغالب

(سبحان الله ربٌ غير قادر على حماية نفسه)

ارتقى عنده اليقين لأنَّه بدأ يعرف ربَّه، قال العلماء أيضا:

(من ظفِرَ بلذة كل شئ في الدُّنيا ولم يظفر بلذة محبة الله فما هو في لذة من شئ أبدا ).

تالله لو عاش الفتى في دهره ***** ألفا من الأعوام مالك أمره

متلذِّذا فيها بكل لذيذة ***** متنعما فيها بنُعمى عصره

لا يعتريه السقم فيها مـرة *****كلا و لا ترد الهموم بباله

ما كان هذا أن يساويَ مرةً ***** بمبيت أول ليلة في قبره

فالإنسان لو يتلذذ بكل شئ ولم يذق لذة محبة الله التي قال عنها البصري رضي الله عنه:

(نحن في نعمة لو علمها الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف) قالوا وماهي يابصري؟

قال:(نعمة الرضا عن الله وبالله)

الذِّي دخل ومعه بطاقة أو هوية (رضي الله عنهم ورضوا عنه) دخل في نادي (يحبهم ويحبونه) هذا النادي ناد عظيم

لا يُجمع فيه إلَّا الصفوة ولا يأخذ هويته ولا بطاقة عضويته إلا الذِّين { إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} 101 سورة الانبياء.

هذا نادي الرضى -إذا جاز التعبير- نادي المحبة الحقيقية، معه هذه الهوية نادي الرضى، نادي المحبة،- سبحان الله - لماذا ؟

لأنَّ الرضى والمحبة تنزل من أعلى والعبادة تصعد من أسفل،

والشيطان لا يريد العبادة أن تصعد، ولا المحبة تنزل ولا الرضى، هذه مذكراته..

فكيف نزيلها...؟

أن نعلم أنَّ المحبة تنزل من فوق أو من أعلى أولا (يحبهم) ثمَّ (يحبونه)

يقول ابن مسعود: ليس العجب في (يحبونه)، إنما العجب في (يحبهم)

لماذا...؟

لأن لما تجد فقيرا يتودد ليس فيها عجب واحد فقير محتاج، ابن يقول

لأبيه لوسمحت يا أبتي بارك الله فيك، ما حرمتني من شئ، أنا أريد بيتا صغيرا أتزوج فيه، أو أريد أن

تستبدل شيئا من معاشك حتى تشتري لي كذا وكذا، هذا تودد الفقير للغني، لكن الأغرب كما يقول ابن

مسعود: ليس العجب في (يحبونه) ولكن العجب في (يحبهم) لماذا ؟ لأنَّه هو الغني.

أنا عندما أحب ربَّ العباد هذه المحبة راجعة لي بالفائدة تعود عليَّ بمدخول القرب أني أصير في المعية

{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} 38الحج.

{إنَّ الله معَ الذِّينَ اتَّقوا والذِّينَ هُمْ محْسنُون}128 ص.

فأنا الكسبان، المكسب راجع لي أنا، لكن العجب كما يقول ابن مسعود في (يحبهم) وهو لو أطعناه

جميعًا مازاد ذلك في ملكه شيئا، ولو عصيناه جميعًا ما نقص ذلك من ملكه شيئا،((يا عبادي إنما هي

أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إيَّاها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله عزَّ وجلَّ، ومن وجد غير ذلك

فلا يلومن إلا نفسه)). رواه مسلم .

فإبليس ماذا يريد أن يفعل ...؟ يحجز بيننا وبين محبة الله فماذا يصنع...؟

يُعيدُ للإنسان أوهام التاريخ أو يفتح له الصندوق الأسود، يطلَّع منه السيرة

الذاتية الصعبة (بتاعت زمان)؛ عمي ضربني، وأبويا قسَّمَ التركة على إخواتي وأنا لم يعطني ،وأمي كانت تحب أختي

أكثر مني ، والموظفين اللذين كانوا تحت يدي يسرقونني، والمدير أو الوزير كان لا يحمدني

إذا قدمتُ خيرًا ولا يسترني إذا أقدمت على شئ ..يعني يصير هذا الصندوق أو الشاشة أمامه ليس فيها إلا الشر

فيضيق صدره، لكن المؤمن يقف على باب الله ويضع كل مشاكله ويعلم أنَّ الله إذا أراد شيئا

{إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون‏} 83 يس.

عندئذ نجد (اركض برجلك) يركض برجله، تزول المشاكل وتعود العافية ويعافى الإنسان إيمانيا ويدخل على الله

عزَّ وجلَّ ويمحو هذه المذكرة لإبليس الذِّي يريد أن يصنع بيننا وبين الله حاجزًا.

أسأل الله أن يدخلنا عليه عزَّ وجلَّ من أقرب الأبواب

وأن يرضى عنا حتى يرزقنا محبته ورضاه سبحانه وتعالى

كنا نطالع سويا مذكرة إبليس عندما يريد أن يجعل الحاجز والحجاب سميكا بيننا وبين محبة الله ورضوانه عزَّ وجلَّ

وقلنا في بداية هذه الحلقة إنَّ الإنسان لو عرف كل شيء و ما عرف ربَّه فما عرف شيئا ، ولو ذاق لذة كل شيء في الدنيا

وما تذوق لذة محبة الله سبحانه وتعالى ماذاق لذة شئ أبدا لماذا ...؟

العبد كما نعلم عبارة عن قبضة من تراب الأرض ونفخة من رَوْح الله وعلى قدر إضاءة هذه النفخة النورانية في إيهاب

العبد الترابي تضيء

مَلَكاته فيرى بإشراقات نور الله عزَّ وجلَّ ما لا يراه الآخرون أصحاب الماديات الذِّين ارتكسوا إلى الأرض وأخلدوا إليها

والإنسان لا يرتفع إلى أعلى إلا إذا أضيئت أنوار الإيمان والعقيدة السليمة في قلبه، عندئذ يستشعر معرفة رب العباد

عزَّ وجلَّ لأنَّه يتدبر ويقول: (يا الله هذا الثوب الذِّي ألبسه لو عدَّدْتُ عددَ الذِّين شاركوا فيه إلى أن يصل إليَّ

لأستر عورتي وأتجمل به أمام النَّاس) لكان عبدا متدبرا بحق ويستشعر أنَّه بهذا يعرف

ربه حق المعرفة، ويقول يا رب من أنا حتى تُسخر لي من يزرع الكتَّان أو القطن، وهذا الذِّي يراعيه عدة شهور حتى

يُنتج هذا المُنتج ثمَّ يأتي موعد الحصاد وموعد جمع هذا المحصول ثمَّ يأخذ هذا القطن أو الكتان إلى مصنع

النسيج لينسج ويأتي المهندس المتخصص في النسيج وآخر متخصص في الألوان وآخر متخصص في الماكينات

وآخر متخصص في الادارة يدير شؤون المصنع وآخر متخصص في المالية حتى ينظر إلى الصادر والوارد

والمنفَق والمنفق عليه والأرباح والخسائر ،وهذا المهندس الميكانيكي الذِّي يدير الحركة الميكانيكية للمصنع أو السيارات

أو الحافلات أو الطائرات أو البواخر أو القطارات وسائر وسائل النقل التي تنقل كل هذه الأثواب

وكيف أنها تُلف بطريقة معينة وتوضع في أوراق أو غلافات أو أغلفة معينة سواء بالبلاستيك أو الورق

أو ورق مفضل أو قماش أو غير ذلك ثم يأتي تاجر الجملة ليشتري من المصنع ثم يأتي التاجر القطاعي ليأخذ من تاجر

الجملة ثمَّ يعرض هذه الأقمشة والألبسة في محلات سواء هي مفصلة أو ثياب من غير تفصيل

ويأتي الحائك ليأخذها ويقيس طولي وعرضي وطول الذراع وحجم الكم وسبحان الله ..مساحات أوطول وعرض

الرقبة...ثم يضع لها الأزرار ويضع لها الزيادات ثمَّ أذهب أنا لأشتريها ..كل هؤلاء الذِّين خدموني

من الذِّي سخرهم لي؟

فأنا خادم لهم في أمور أخرى وهم خدم لي في أمور أخرى

النَّاس للنَّاس من بدو وحاضرة ****بعضٌ لبعضٍ وإن لم يشعروا خدم

كل النَّاس تخدم بعضها لا ينفرد أحدٌ بالتَّعالي على خلق الله

لأنَّه ينفرد بهذا العمل،

فالطبيب الحاذق الفطن، -سبحان الله العظيم- من عنده الحذق والفطنة في الطب محتاج يوما ما إلى السَّباك وإلى الكهربائي

والسَّباك والكهربائي في حرفته يحتاج إلى الطبيب ليطببه وللمهندس ليبني له داره

ويحتاج للحائك الذِّي يخيط له ثوبه، والعجان والخباز الذِّي يخبز له خبزه والقصاب أو الجزار الذِّي يجهز له اللحم ليبيعه له،

والشَّواء الذِّي يشوي له.

كلنا مع بعض خدم، كلنا نخدم بعض فلماذا نتكبر...؟

هذه قضية، لأنَّ إبليس يريد أن يورِّثنا جيناته الكِبرية عنده جينات كِبر يعني (أنا خير منه) يأتي شيطان الإنس سواء على مدار السنة أو على مدار العمر في رمضان وغير رمضان وفي أي وقت يقول

أنا أحسن من ابن عمي أنا أفضل من أخي، أنا أحسن من أختي ،أنا أجمل من فلان أنا عبقري عن فلان

أنا أذكى من فلان، أنا أغنى من فلان ، أنا.... أنا..... أنا

فتظل الأنا هذه حتى ينجح إبليس في مذكراته،

كيف؟ لما يُكبِّر الأنا ينفخ فيها كأنَّ الأنا هذه بالونة، إطار، منطاد كلَّما وضعنا فيه ينتفخ ينتفخ

تنتفخ الأنا، كلَّما انتفخت الأنا، بدأت الرؤية النورانية تُحجَب، يبدأ الإنسان بينه وبين حقائق الأمور حاجزًا لا يرى

من خلاله ولا من داخله ولا من خارجه، لا يرى إلَّا نفسه ، يصير فرع إبليس الجديد ( أنا خير منه)

( أأسجد لمن خلقت طينا) (خلقتني من نار وخلقته من طين) فبدأ العبد يدخل على الطريق

-والعياذ بالله - الشيطاني.

لكن المؤمن الصادق يرى أنَّ كل الناس [ليس لعربي فضل على عجمي ولا لأبيض على أحمر إلا بالتقوى والعملِ الصالح]

يقول الله تعالى يوم القيامة:يا عبادي إني أنصتُ لكم طويلا فأنصتوا إليَّ اليوم

قلت لكم في الدنيا: إن أكرمكم عند الله أتقاكم فقلتم: إن أكرمنا أغنانا فاليوم ارفع نسبي وأضع أنسابكم أين

المتقون ؟ فيقوم قومٌ قليل هؤلاء هم أهل الله وخاصته.

من هم أهل التقوى

التقوى كما عرفها العلماء ألا يجدك حيث نهاك ولا يفتقدك حيث أمرك لا يجدك حيث نهاك.....

نهاك عن ماذا ؟

ألَّا تجلس في مجلس فيه خمرة أو ميسر أو تنتهك فيه حرمة من حرمات الله أو يؤذى فيها إنسان أو يظلم فيها إنسان،

و إلَّا فستكون مشاركا في الإثم.

تجلس مجلس الغيبة ، هل هذا يُرضي الله تعالى ورسوله صلَّى الله عليه وسلم؟

لو كان سيِّدنا رسول الله موجودًا... هل يجلس في مجلس غيبة...!؟ فيه نميمة... الكذب... ظلم الانسان...؟!

لن يجلس،

ألَّا يجدك في مكان نهاك عنه، وألا يفتقدك حيث أمرك.

أمرك أن تقيم وجهك شطر المسجد الحرام، صناعة الخير ، صيام، صلاة، زكاة عبادة، بر، صلة رحم، عيادة مريض،

تشيع جنازة كل هذه أبواب خير فُتحت لنا ليل نهار.لا يفتقدك في هذا الخير وإنما يفتقدك في المكان الآخر ،

وقلنا في بداية الحلقة أنَّ الذِّي يسير في طريق هذه المذكرة الإبليسية ، سيجد أنه قد يظفر بلذة كل شيء في

الدنيا ولكن ما استشعر حلاوة الصلاة ولا حلاوة العبادة.

قال أحد العلماء:

(عشت عشرين سنة أحثُّ نفسي على الدخول في الصلاة ثم عشتُ عشرين أخرى أحثُّ نفسي على الخروج منها).

عشرين سنة يجعل نفسه أن تدخل في الصلاة ثمّض لما تذوق حلاوة الصلاة أصبح بعد ذلك عشرين سنة يحاول أن

يخرج من الصلاة لأنَّه أصبح بين يدي مولاه -سبحان الله- حيث يجب الإطناب يعني كثرة الحديث ، التفصيلات.

{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى}17 طه لأنَّه في موقف يعني يغبط عليه {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى

غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} 18 طه.

فيسأل ما هي هذه المآرب ليُطيل الوقفة بين يدي مولاه سبحانه وتعالى ، لكن العبد لما يكون مرتكس إلى الأرض

لا يذكر إلَّا الدُّنيا، بِعت واشتريت، ضحكت على فلان، نصبت على فلان وآذيت فلان....

فما الذِّي كسبته؟ بم عاد عليك هذا؟

هل عاد عليك هذا بالخير أم بالشر؟

عاد عليك أنَّه ضاق صدرك ولا تعِب الذنب على أخيك فيعافيه ثمَّ يبتليك

إذ يوم من الأيام أنت تبتلى بنفس الذِّي بتعيب عليه،عبت على ولده (اللي مش متربي) يكون لك ولد (مش متربي)

تعيب على ابنته العاقة له ؟ تكون بنتك عاقة -والعياذ بالله-، تعيب على زوجته المتبرجة،

قد تتخلى زوجتك عن نقابها أو حجابها وتصير بذلك مثلة بين النَّاس وتصير وتنضاف إلى طائفة البعيدين عن رحمة الله

أحبتي في الله، يريد إبليس في مذكرة اليوم أن يصنع بيننا وبين الله حاجزا وأن لا يعرِّفنا ربُّ العباد عزَّ وجلَّ

وأن لا يذيقنا لذة العبادة والمحبة سبحانه وتعالى لكن المؤمن بهذه الأدوية البسيطة التي قلتها أو شرحتها

يستطيع أن يقترب من الباب وباب الله عزَّ وجلَّ ليس له باب وليس عليه بواب وإنما المسافة بين السماء والأرض دعوة مستجابة.

اللَّهم استجب دعاءنا واحمنا من الشَّيطان وشرِّه وإثمه يارب العالمين

واجعلنا مفاتيح خير مغاليق شر لا تنسونا من صالح دعائكم ونستودعكم الله الذِّي لا تضيع ودائعه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مع الشكر لفريق التفريغ من منتديات أنا مسلمة | http://forum.muslimh.net/t8313.html