الحقوق محفوظة لأصحابها

عمر عبد الكافي
أحمد الله رب العالمين حمد عباده الشاكرين الذاكرين،و أشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأنَّ سيدنا محمد عبده ورسوله، اللَّهم صلِّ وسلِّم وبارك عليك يا سيِّدي يا رسول الله صلاةً وسلامًا دائمين متلازمين إلى يوم الدِّين ثمَّ أمَّا بعد:

أحبتي في الله السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته وبعد :

هذه حلقة جديدة من مذكرات إبليس، ماذا سيكتب إبليس في مذكراته اليوم ؟ سوف يكتب قائلا إنَّ المؤمن الحق لا تطيب

له الدنيا إلَّا بمحبة الله و طاعته ، ولا تطيب له الآخرة إلَّا برؤية الله ومشاهدته .

طيب نأتي للجزء الأول ماذا سيكتب إبليس طالما أنَّ الدنيا لا تطيب للعبد المؤمن إلَّا بمحبة الله وطاعته؟

يقول إبليس سوف أبغِض الطاعة والمحبة في قلب العبد ـ والعياذ بالله ربِّ العالمين ـ حتَّى تصير الطاعة لها ثقلٌ ومرارة،

وتصير المعصية لها خفة وحلاوة .

إذن مذكرة إبليس اليوم أن يجعل الطاعة ثقيلة ومُرة، ويجعل المعصية خفيفة وحلوة .

هذا المجرم الكبير زعيم ومدير مدرسة الأبلسة على مرِّ الزمن منذ أبينا آدم ، وزعيم جماعة الشيطنة على مدى التاريخ

كلِّه يريدُ أن يتقِّل على المؤمن طاعة الله ،قال ربُّنا:{وإنَّها لكبيرة إلَّا على الخاشعين} البقرة الآية 45 ، الصلاة ثقيلة

على غير المؤمن مُدَّعي الإيمان ومدَّعي الإسلام ، أمَّا المؤمن الحق فالطاعة لها أمرين عنده خفيفة، حلوة

[ ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا وبمحمد رسولًا] [1] ذاق يعني ذاق حلاوة الإيمان ، فالإيمان له حلاوة تٌقال

و لا تُوصف، فلا يستطيع أحد أن يشرحَ لماذا هذه الزهرة الفوَّاحة تنشر عبقها في محيطها ، لماذا هي جميلة...!

تقول هذه زهرة جميلة ....لماذا هي جميلة ...!

قارورة العطر تلك تفوح منها رائحة يملأ عبقها المكان ...ماذا يعني رائحتها طيِّبة ؟ هذه تُحَس ولا توصف فلا يستطيع

الإنسان أن يمسكَ ريشة من جناح الذُّل ليكتبَ بها كما قال شاعرنا :

لا تسقني ماء الملامِ فإنَّما ***** أنا صبٌّ قد استعذبت ماء بكائي

فماء الملام هذا ليس ماءً ماديًّا، يعني لا تلومني اللوم هذا لوم معنوي، فرائحة الوردة معنوية، وطعم الإمان طعم معنوي ،

ما هي علاماته، تجد الإنسان انشراح في الصدر، تفاؤل، أمل، رضا بما قسمه الله سبحانه و تعالى حتَّى و إن كان

ضيقٌ في اليد فهو يملك الدنيا بأسرها لأنَّه يعلم أنَّ الغنى والفقر الحقيقِيين إنَّما هو بَعْدَ العرض على الله سبحانه وتعالى.

من الغني الحقيقي و من الفقير الحقيقي؟ ليس من يملك المليارات ولا من يملك المليمات و الفلسات ....لا

لكن الغنى الحقيقي والفقر الحقيقي بعد العرض على الله

قد أفلحَ فلان بن فلان وسعِدَ سعادة لن يشقى بعدها أبدًا، هذا هو الغني الحقيقي هذا هو الأرشي ميليالدار الحقيقي،

أمَّا (خاب من دسَّاها) سورة الشمس الآية 10، شقي فلان بن فلان شقاوة لن يسعد بعدها ، هذا النِّداء يوم القيامة

عند القبَّان عند الموازين حين توزن الأعمال ،شقي فلان بن فلان شقاوة لن يسعد بعدها أبدًا هذا هو الفقر الحقيقي

إبليس لا يريد أن يفتقر العبد إلى ربِّه، بل يريد أن يجعل المسلم يستغني بماله وبعلوِّ جاهه، بمنصبه و قبيلته، بما معه من جواز

سفر ـ أنا معي جواز سفر أمريكي ، أوربي و كأنَّه جواز سفر من رضوان لدخول الجنَّة ـ هذه تفاهات القلب عندما

يتسفَّل، عندما يتدنَّى ، يهبط ، عندما يرتكس، لكن عندما يصعد الدنيا كلَّها لا تُساوي عنده شيء لأنّها لا تُساوي

عند الله جناح بعوضة ، ما أمرنا الله بطلاقها كي يتزوجها غيرنا ، بالعكس نعم المال الصالح للعبد الصالح ، نعم

المال الحلال لمن يستقيم على طريق الله لكن يستخدمه في طاعة الله ، فالدنيا ما طابت لمؤمن إلَّا بمحبة الله و طاعته ،

ومذكرة إبليس يريد أن يُثقِّل علينا الطاعة.

مثلًا يقول يالله صلاة الفجر صعبة وصلاة الفجر هي تشريف من الملك سبحانه و تعالى لخادمه و عبده أنَّه خدم دينه

نهارًا فشرَّفه ربُّ العباد أن يقوم بين يديه ليلًا و أن يصلِّي الصبح في وقته هذا تشريف لكن لم يخدم دين الله ولم

يخدم فكرة الإسلام طوال النَّهار فلا يستحق وسامًا من الملك و لله المثل الأعلى ، لأنَّ ملك البلاد أو سلطان البلاد

أو امير البلاد الحاكم في البلد عندما يصعد له الصاعد المنَّصة ليُكرِّمه لابدَّ صنع شيء في هذه البلدة يُكرم من أجله،

فيعطيه وسامًا أو تشريفًا أوإجازة علمية أو شهادة أو غير ذلك و لله المثل الأعلى ، ربُّ العباد عزَّ وجلَّ ينظر هل

خدمتَ دينه طوال النَّهار؟ هل استقمتَ على طاعته فيُشرِّفك بأن تقف بين يديه.

ولذلك إبليس ماذا يصنع...!؟

يكتب في مذكراته أريد أن أربط و أعقد عقدًا ثلاث على ابن آدم ، لكن المسلم الحقيقي يستيقظ تُحلُّ عقدة، يتوضأ

تُحلُّ الثانية، يقف بين يدي ربِّ العباد ليصلِّي تُحلُّ الثالثة فيُصبح منشرح الصدر، مقبل على الله، مبتهجًا ـ سبحان الله ـ

آملا في فضل الله ورحمته ، يشعر أن الدنيا كلَّها قد ملكها ـ سبحان الله العظيم ـ أمَّا الآخر فيؤذن المؤذن فالشيطان يقول له :انتظر............ انتظر حتَّى يقول "الصلاة خيرٌ من النوم" ، المؤذن يقول " الصَّلاة خيرٌ من النوم "

فيقول له: انتظر حتَّى ينتهي من الآذان (لسه الدنيا ماطرتش....لا الدنيا طارت ولا بركة في الوقت) ، يُنهي الآذان ،

فيقول له : مازال الوقت مبكرًا نصف ساعة حتَّى يقيم الإمام الصلاة ، فأنت تكون قمت ودخلت ـ أعزَّكم الله ـ

دورة المياه ثمَّ توضأت ولبستَ ثيابك ثمَّ توكلتَ على الله إلى المسجد ويبقى ثلث ساعة فتمر عشر دقائق فيقول له:

بقي عشر دقائق إنتَ تستغرق عشر دقائق في الوضوء.....فيهاجمه النوم ، والنوم سلطان و إذا حضر السلطان نامت الرعية.

فتنام عيناه و تنام جوارحه فيستيقظ فيجد الشمس قد أشرقت وقد بال اللَّعين في فمه و في أذنيه ، فيصبح منقبض الصَّدر

عنده شيء من الاكتئاب ليس عنده تفاؤل.

فماذا كتب إبليس في مذكرة اليوم ؟

كتب سوف أثَّقِّل و أُعطِّل الطائع عن طاعة الله، أجعل الطاعة عنده ثقيلة ، وفي المقابل يجعل للمعصية خفة وحلاوة

يقول له : شاهد هذا المسلسل الجميل إنَّه مهم ، لكأنَّه يحكي قصة عمِّي وخالي، أو يحكي قصة الصراع بين الخير والشَّر

(يُزيِّن له) فيأتي أذان العشاء ...الله أكبر ....الله أكبر

فيقول بقي من المسلسل خمس دقائق و ألحق للصلاة ،لا إشكال المسجد قريب لن يأخذ وقتًا ، فالشيطان يجاذبه أو

يضع الحواجز فيجعل للباطل خفة و يجعل هناك حواجز ما بينه و بين طاعة الله، تجد الوقت يتسرب لحظة لحظة

والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، لكن أحبُّ العباد إلى الله من يُسرع إلى مرضاة الله إسراع النَّسر إلى فريسته،

ويغضب إذا انتُهِكت حرمة من محارم الله عزَّ وجلَّ كما ينتفض النَّمر الحرِب على فريسته، فالعبد الصالح يفهم أنَّ

إبليس وضع مذكرة تثقيل الطاعة.

وحتَّى لا تصير الطاعة ثقيلة و تصير لها حلاوة ، وحتَّى تستشعر مرارة المعصية ولا تصير خفيفة وإنَّما ثقيلة صعبة ، لابدَّ من

عمل بضعة أمور كي نمحوا مذكرة إبليس اليوم و نضع لها مذكرة إيمانية .

نريد أن نضع علاجًا أو دواءً أو نأخذ مصلًا أو لقاحًا ضد التَّطعيم الشيطاني الذِّي يريد أن يُثقِّل علينا الطاعة و يجعل لها مرارة،

لأنَّ قول الحق مُر و شهادة الحق مُرَّة، شهادة الزور سهلة على البعيدين عن الله عزَّ وجلَّ والحق عندهم خفيف، لكن الحق

ثقيل كثقله يوم القيامة و الباطل خفيف كخفته يوم القيامة.

كيف أجعل الطاعة حلوة خفيفة؟

1/ لا تفتر على الذكر.

عندما يُذكر الذِّكر يقول بعضهم الذكر قراءة القرآن، التَّسبيح، التَّهليل ،التحميد.....هذا ذكر اللِّسان وهذا باب أو صفحة

من موسوعة الذكر الكبيرة ، فالذكر عبارة عن موسوعة ، ليس ذكر اللِّسان فقط بل ذكر الجوارح كذلك .

العين ذاكرةٌ بالنَّظر و الاعتبار بأن يكون نظري عبرة ، وذكر العين أن أغضها ليس عن محارم الله فقط إنَّما أغضها عن عيوب

الآخرين، الآن أصبح لدينا عيون ميكروسكوبية أو ـ إن جاز التَّعبيرـ عيون تليسكوبية ترى عيوب النَّاس عن بعد ولا ترى

حسناتهم عن قرب .

أرى عيوب النَّاس من بعيد و ألمحها و أضعها تحت العدسة المُكبرة يعني زوم تفضح الأشياء و تُقربها ، عنده عدسة زومية ـ

إن جاز التعبير ـ تُقرِّب عيب النَّاس ثمَّ تُكبِّره آلاف المرات وهذا دليل على دَخَل ،مرض أو سقم داخل هذا القلب،

لكن القلب السَّليم ماذا يفعل؟لا يرى في النَّاس كما قال شاعرنا

كن جميلًا ترى الوجود جميلا

والذِّي قلبه بغير جمال لن يرى في الحياة شيئًا جميلا .

فالإنسان المؤمن صادق واضح المعالم يُعطي كل جارحة من جوارحه ذكر الله فيها،العين لا تُغض عن محارم الله فقط

وإنَّما تُغض عن عيوب النَّاس، سياسة التغافل أو سياسة التغافر.

الحسن البصري قال له رجل : إن قلتَ لي كلمة واحدة قلتُ لك عشرة (يعني إذا قلتَ لي كلمة سيئة سأرد عليك بعشر كلمات)

فقال الحسن البصري : لو قلتَ لي عشرة لما سمعتَ منِّي واحدة

الله .....الله على القلب السَّليم ، الله .....على الذِّي يمحو مذكرات إبليس ....الله على الذِّي يجعل بينه و بين إبليس

حواجز، فذكر العين هكذا.

ذكر الأذن.

ذكر الأذن ألَّا يُضيِّعها في سماع ما يُغضب الله من غيبة ونميمة وكذب وفجور وفحش في القول ، هذه الطنطنات

والأغاني ليل نهار ...!

يا رجل اتَّق الله واعطِ أذنك حضَّها من العبادة يقول الله تعالى في الحديث القدسي :

[وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتَّى أحبَّه فإذا أحببته كنتُ سمعه الذِّي يسمع به]

ما معنى سمْعه الذِّي يسمع به؟

يعني لا يلَّذُ للإنسان ولا تلَّذ لأذنيه أجمل من ذكر الله، أجمل من الشيء الذِّي يُقرِّب إلى الله عزَّ وجلَّ، أول ما يسمع

الآذان يطرب ، يسمع القرآن ـ الله أكبر ـ كأنَّه سمع أجمل الأشياء ليس كأنَّه ...بل هو هكذا

يسمع أحسن القصص و يسمع الذكر الذِّي أنزله ربُّ العباد عزَّ وجلَّ على قلب حبيبه صلَّى الله عليه وسلَّم

ليُبلِّغنا إيَّاه فهذا ذكر الأذن.

ذكر اليد:

لو أنَّ رجلًا غنيًّا قام اللَّيل وصام النَّهار ولم يتصدَّق من ماله فليس هذا ذكرًا، ذكر اليد أن أصافح بها المسلمين،

أمسح بها على رؤوس اليتامى، أعطي الصدقات، أكتب بها المقالات الطيِّبة في المجلات و الصحف حتَّى يقرأها

النَّاس فتصير لي صدقة جارية ، و تصير لي مفتاح خير مغلاق شر، لا أكتب كلمة أُدمِّر بها أو أكدِّر بها

السَّلام الاجتماعي في المجتمع، أُشوِّه صورة النَّاس، أفضح النَّاس، بالعكس ذكر اليد أن أكتب بها كصحفي أو

إعلامي أو عالم أو غيره ما يُقرِّب النَّاس بعضهم من بعض ولا يؤيس النَّاس من رحمة الله ولا يُقنِّطهم و إنَّما يُحببهم في

الله وبتذكيرهم نِعم الله عليهم.

ذكر القدمين:

ذكر القدمين أن أعمِّر بها بيوت الله، اذهب للإصلاح بين المتخاصمين،أشيِّع بها الجنازات، أعود بها المرضى، أحضر

بها الأفراح و المناسبات، أشارك النَّاس في أفراحهم و أتراحهم، في حالة رخائهم و شدَّتهم.

فلا يفتر القلب عن الذكر، وهذا يجعل الطاعة عند الإنسان خفيفة لها طعم حلو.

2/ الشعور بالاشتياق للطاعة:

فيشعر الإنسان باشتياق دائم للصلاة مثلا ينتظر صلاة العشاء أو الفجر أو التراويح بشوق ،كما يشتاق

إلى شيء يحبه.

فتجد مثلًا أهل الكرة ينتظرون النهائي بفارغ الصَّبر خصوصًا إذا تعلَّق الأمر بفرق كبيرة فتجدهم ينتظرون الموعد

ويحجز في الصَّف الأول والدرجة الأولى ويدفع مبالغ ويكون فرحان رغم الازدحام ورغم المعاناة في الذهاب والدخول

للإستاد لكن على قلبه في طعم العسل ، لكن لمَّا يُقال له هناك لقاء مع الشيخ عمر يقول الله يرضى عنه رجل

صالح وطيِّب ولكن سمعته كثيرًاالمرة القادمة إن شاء الله و الأولاد سيسجلون اللِّقاء و سأتابعه إن شاء الله،

لو يُقال له الشيخ فلان له محاضرة في المسجد الفلاني ، يقول والله الشيخ رجل صالح وسأحضر له السنة

القادمة بإذن الله إن كنَّا من اهل الدُّنيا، لكن المباراة النهائية لو فاتتني يمكن يضيع نصف عمري...!!

يا الله ......نصف العمر في مباراة.....يا رجل ....فماذا عن النصف الثاني ؟!

اتقي الله يا رجل ....راجع حساباتك .....توقف .

الإكثار من المباح يُقسي القلب ،الإصراف في كل شيء حتَّى في العبادة [وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت][2]

(اتَّقوا الله ما استَطَعْتُم) سورة التغابن الآية 64

إنَّما الصحابة قِيل لهم (اتَّقوا الله حقَّ تُقاتِه)سورة آل عمران 102 ، لو الصحابي وصل 90بالمئة الرسول صلَّى الله

عليه وسلَّم كان يريد منهم 99بالمئة، نحن بين المختنقة و الموقوذة (اتَّقوا الله مَا اسْتَطَعتُم) ، على قدر ما تستطيع

كما جاء في الحديث هل عليَّ غيرها؟ قال له : إلَّا أن تزيد، قال : لن أزيد، الصيام شهر في السنة هل عليَّ

غيرها؟ قال : إلَّا أن تزيد، قال : لن أزيد، قال : أفلح إن صدق ، من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل

الجنَّة فلينظر إلى هذا [3]، الغلو مرفوض في كلِّ شيء.

3/ معية الله.

ماذا أيضًا غير الاشتياق للخدمة و التلذذ وعدم الفتور عن الذكر حتَّى تصير الطاعة بهذا المنطق و أتغلب على

إبليس في مذكرة اليوم

المسلم إذا دخل في الصَّلاة زال همُّه وغمُّه لأنَّه يشعر بمعية الله (إنَّ الله معَنا) ،( لا تَخَفا إنَّني مَعكُما أسمَعُ و أرى) .

الإنسان فينا لو أنَّ هذا الجهاز الذِّي تُشاهده في بيتك(التلفاز) حدث فيه تعطُل أسلمُ من يُصلحه لك هو الشركة

المنتجة (نأخذ الجهاز للشركة المنتجة فتصلحه فيعود كما كان) ولله المثل الأعلى.

{ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)

وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)} سورة الشعراء

إذن الإنسان يبقى في إصلاح جسده وقلبه و تصحيح عقيدته دائمًا مع الخالق عزَّ وجلَّ، يُرجع الأمر لله لماذا؟ لأنَّه

الذِّي يُصلح أمرك، يُحوِّل فقرك إلى غنى [ ليس الغنى عن كثرة العرض][4] يُحوِّل ذلتك إلى عزة (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ)،

يُحوِّل مرضك إلى شفاء، هناك مرض جسدي بالجوارح لكن القلب سليم، ومادام القلب سليم إذن أنت متوكل على الله.

4/ الحزن على فوات طاعة .

الأمر الأخير كي نمحوا مذكرة إبليس في تثقيل الطاعة و إخافة العبد منها أنَّه إذا فات العبد وردًا له أو صلاة جماعة أو

عمل خير يغتَّم و يحزن، لا يحزن على دنيا ولكنَّه يحزن على الآخرة.

أظن بهذا كتب إبليس مذكرة اليوم وتغلَّبنا إن شاء الله عليه بأن صنعنا روشتة علاج سريعة أو وصفة نبوية قرآنية بإذن

الله خفيفة إن شاء الله رب العاليمن لوعملنا بها .

و أنا أرجو في حلقاتنا هذه أن تُسجلوا خلفي هذه النقاط لأنَّ صيد الخاطر أو صيد الفكرة بكتابتها كي لا تضيع.

أسأل الله أن يُذكّرنا ما نسينا و أن يُعلِّمنا ما جهلنا، وأن يجعلنا و إيَّاكم ممَّن يستمعون القول فيتَّبعون أحسنه

لا تنسونا من صالح دعائكم

نستودعكم الله دينكم و آماناتكم و خواتيم أعمالكم .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

[1] عن العباس بن عبد المطلب, أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:

((ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً, وبالإسلام ديناً, وبمحمد رسولاً))

[أخرجه مسلم في الصحيح, والترمذي في سننه عن العباس بن عبد المطلب]

[2]

[2]عن شداد بن أوس ‏‏رضي الله عنه ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏سيد ‏‏الاستغفار أن تقول

{ اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر

لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت}

قال ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو

من أهل الجنة .رواه البخاري.

[3] ورد في صحيح البخاري و مسلم ، أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( خمس صلوات في اليوم والليلة ) ، فقال : هل علي غيرها ؟ ، قال : ( لا ، إلا أن تطوع ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وصيام رمضان ) ،

قال : هل علي غيره ؟ ، قال : ( لا ، إلا أن تطوع ) ، وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة ، قال : هل علي غيرها ؟ ، قال :

( لا ، إلا أن تطوع ) ، قال : فأدبر الرجل وهو يقول : والله لا أزيد على هذا ولا أنقص ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( أفلح إن صدق )

[4] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ

أخرجه البخاري 6081

وعن أبي هريرة أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال

يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال

والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا أبدا ولا أنقض منه فلما ولى قال النبي صلى الله عليه و سلم من سره أن ينظر إلى رجل من

أهل الجنة فلينظر إلى هذا

رواه مسلم في صحيحه

مع الشكر لفريق التفريغ من منتديات أنا مسلمة | http://forum.muslimh.net/t8282.html