الحقوق محفوظة لأصحابها

أحمد الشقيري
التربية الحسنة تساوي القدوة الحسنة. اضرب لكم قصة طريفة حدثت مع غاندي:

كان في أم ابنها يحب الحلوى، حاولت تقنعه إنه ما يأكل حلوى بشتى الطرق ما هي قادرة، أخذته عند غاندي قالت له: يا غاندي أنا عندي ولد يأكل حلوى، فنظر غاندي إلى الولد ونظر إلى الأم وقال لها: تعالي لي بعد شهر، فاستغربت الأم!

ذهبت وعادت بعد شهر بالولد، قالت له: أنا جئت لك من شهر وولدي يحب الحلوى كثيرا وما أنا عارفه أخليه يبطل، فغاندي نظر إلى الولد حاطط يده على رأسه وقال له: يا ولدي بطل أكل الحلوى فهي مضرة لك، فاستغربت الأم وقالت: قلت لي تعالي بعد شهر لماذا لم تقلها من شهر؟ فقال غاندي – وهنا الشاهد في القصة – قال: أنا من شهر كنت أحب الحلوى فما كنت أستطيع أن أنصحه وأؤثر فيه وأنا أعمل نفس الأمر، أما في خلال هذا الشهر فقد أقلعت عن الحلوى وبالتالي نصيحتي له ستكون مؤثرة.

والشاهد: فاقد الشيء لا يعطيه، يستحيل عزيزي المشاهد أنك تكون مدخن وتنصح ولدك أنه يبطل التدخين، ما ينفع لن تقنعه ولن تؤثر فيه. يستحيل عزيزتي المشاهدة أن تكوني تأتي البيت قرب عشرة وتنصحي بنتك وتقنعيها أنها تأتي البيت بدري، التربية الحسنة تساوي القدوة الحسنة.

التربية المبدعة تساوي تعاطف، يستحيل أن تبدع في التربية إذا لم يكن لديك عاطفة تجاه أولادك، انظروا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كان في يوم قاعد يخطب، فرأى الحسن والحسين وهما يلبسان قميصان أحمران وهما يعثران، فما استطاع صلى الله عليه وسلم أن يتحمل هذا المنظر، فنزل لحملهم! الرسول صلى الله عليه وسلم وعنده هم الدعوة وهم الجهاد والغزوات وقريش وكل هذه الهموم لم تمنعه صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد أن ينزل ويحمل الحسن والحسين ويحضنهما.

إذا أردتم أن تربوا فاعطفوا على أولادكم، وجربوها المرة القادمة، إذا ولدك أو بنتك قعد يبكي فقط شيله وحطه على صدرك واحضنه، لا تقل له شيئا فقط احضنه، اعطف عليه، ما تقول له ليه بتبكي، لا تضربه بس احضنه، وهذا عن تجربة أعزائي ثمانين % من الأوقات سيتوقف الطفل عن البكاء.

في كثير من الأحيان الأطفال يبكون لأنهم محتاجين عطف ومحتاجين رعاية ومحتاجين اهتمام من الأهل.

التربية المبدعة تساوي تعاطف مع الأولاد:

التربية المبدعة تساوي مهارات تكتسب، بعض الناس يعتقد أن التربية لمجرد أني جبت أولاد أصبحت مربي. أضرب مثل: تصوروا أن واحدا راح اشترى بيانو واعتبر نفسه موسيقار بدون حتى دروس! ما هو منطقي، لازم تتعلم دروس حتى تستطيع أن تعزف، وكذلك الخلفة ليس لأنك خلفت أولاد في البيت معناها أنت مربي تحتاج إنك تكتسب دروس ومهارات في التربية. أمنية وطلب للآباء والأمهات اذهبوا اليوم إلى المكتبات ستجدها مليئة بكتب متخصصة في تربية الأولاد.

التربية المبدعة تساوي الاهتمام بمرحلة ما بعد السبع سنوات: أحد العلماء كان يقول: أعطني طفلا حتى سن سبع سنوات ثم لا يهمني خذه بعد ذلك.

في أهمية هذه المرحلة بعض الإحصاءات:

أن 80% من شخصية الإنسان تتكون في سن ما قبل السبع سنوات. أين أطفال العرب؟ هل يقضوا هذه الفترة مع الأمهات أم مع الخدم؟ مع الآباء أم مع السائقين؟ يجب أن تهتموا بهذه الفترة ولا تستقلوا الأولاد، الأولاد في هذا السن يفهمون، أنا ما فهمت هذا المبدأ إلا مع ولدي إبراهيم كان عمره سنتين، ومرة كنت قاعد آكل شوكولاته فأخذت نصف الشوكولاته وهو عمره سنتين، وبالتالي أنا قاعد أسويلك إيثار وأعطيته الشوكولاته، مر أسبوعين وهو كان معه شوكولاته وهو من نفسه جاء قسم الشوكولاته وقال لي يا بابا أنا أسويلك إيثار! فتصوروا كيف أن ولد عمره سنتين فقط فهم مبدأ عريض مثل مبدأ الإيثار! الأطفال في هذا السن يفهمون ويدركون فاحرصوا على زرع كل القيم الإيجابية في هذه السن الحساسة.

التربية المبدعة لا تساوي الصرف المادي:

بعض الناس يتصور أن حسن التربية أنه يعطي للأولاد كل شيء يريدوه، كل ما يطلب شيء أجيبه له، يبغي سيارة أجيب له سيارة جديدة، كل ما يتمنى يحصل عليه، وهذا ليس تربية هناك فرق بين التربية والدلع.

نصيحتي في أمور المال: أولا حدد لولدك راتب شهري يناسب سنه، راتب لا يتعدى (500 ريال \ 300 ريال \ 100 ريال) حسب السن وحسب وضعك الاجتماعي والمادي، ويكون هو يعرف هذا الراتب الذي لن يتعدى إذا أراد مبالغا إضافية فيجب عليه أن يعمل من أجل الحصول على المال، أي عمل حتى لو في البيت: يغير لك اللمبات، ينظف الحوش، ينظف الصالات، يدهن بويا، المهم أن يعتاد الولد منذ الصغر أن هذا المال لا يأتي من فراغ، وأن هذا المال لا يأتي إلا بجهد وتعب، فأوصلوا هذا المفهوم في الأولاد منذ الصغر.

المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=575_0_2_0