الحقوق محفوظة لأصحابها

محمد عبد المعطي
الأكاديمية الإسلامية المفتوحة

الدورة العلمية الثانية

شرح متن الآجرُّوميَّة

لفضيلة الشيخ محمد عبد المعطي

الدرس (1)

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله الذي نور قلوبنا بالعلم، نحمده -سبحانه وتعالى- ونشكره، ونتوب إليه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد ألا إله إلا الله، {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]، اللهم اجعلنا منهم يارب العالمين.

وأشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الأكرمين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد -صلى الله عليه وآله وصحبه سلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب70، 71]. اللهم اجعلنا جميعًا من الفائزين.

وبعد: سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

نشكر الله، ثم قناة الرحمة، والقناة في الجامعة في الرياض، نشكرهم على هذا الجهد الذي يبذلونه في إيصال العلم إلى طلابه.

نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم أجمعين.

وبعد: فمعنا متن صغير الحجم إلا أنه كبير الفائدة؛ ألا وهو متن الآجرُّومية، لصاحبه ابن آجرُّوم المولود سنة 672 من هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- أي في السنة التي توفي فيها العلامة ابن مالك، أي أن سنة 672 ودعت إمامًا واستقبلت إمامًا، وتوفي -رحمه الله- في سنة 723 من هجرة المعصوم -صلى الله وعلى آله وصحبه وسلم- أي أنه مكث في الحياة إحدى وخمسين سنة، نسأل الله تعالى الرحمة، ولآبائنا ولأمهاتنا، ولأصحاب الحقوق علينا، وبالله التوفيق.

يبدأ هذا المتن الكريم بالحديث عن الكلام، والكلام هو الغرض من النحو، لأن الكلام يتعلق بالتركيب، والنحو يتعلق بالتركيب، ومن ثمَّ بدأ المصنف به، فعرف الكلام بذكر أربعة شروط له، هذا ما سنستمع إليه الآن:

{قال المؤلف -رحمه الله تعالى: الكلام هو اللفظ المركب المفيد بالوضع.

وأقسامه ثلاثة...}.

المؤلف -رحمه الله تعالى- اشترط لكي يكون الكلام نحويًّا أربعة شروط، أما الكلام في اللغة فهو: كل ما أفاد، سواء أكان بلفظٍ أم بخط أم بحديث نفس، أم بحديث حالٍ، أم بغير ذلك من الإفادات.

أما الكلام في النحو فلابد له من شروط أربعة:

أولًا: أن يكون لفظًا.

فإذن خرج باللفظ غيره من الدوالِّ، كالإشارة والخط ونحو ذلك، فهذا لا يسمى كلامًا نحويًّا، ولكن يسمى كلامًا لغويًّا.

وإذن نستطيع أن نقول: كل كلام نحوي لغوي دون عكس.

فالعلاقة بين الكلام النحوي واللغوي علاقة العموم والخصوص المطلق.

الشرط الثاني: أن يكون مركبًا، فلا يجوز أن يكون مقتصرًا على كلمة واحدة، ومن ثَم قالوا: إن أقل ما يتركب منه الكلام النحوي: كلمتان، سواء أكانتا كلمتين حقيقيتين، مثل: جاء زيد. أو: محمد مؤدب.

أم كان كلمة تحتوي في داخلها كلمة، كـ (استقم)، مثلما عرف به الكلام ابن مالك النحوي في ألفيته قائلًا:

"كلامنا لفظ مفيد كـ (استقم)..." أي: أنت.

إذن؛ المركب أقل كا يتركب منه كلمتان، وقد يتركب من أكثر من ذلك، ثلاثة، أو أربعة، أوما إلى ذلك؛ إنما الأقل كلمتان فعليتان، أي حقيقيتان، أوكلمة، وتستلزم كملة أخرى، مثل: (استقم).

ومثل ذلك قول الله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ} [الأعراف: 44]، فكلمة (نعم) كلام، رغم أنها كلمة مفرة؛ إلا أنها يُفهم منها: نعم وجدنا ما وعدنا ربنا حقًا. فهذا إذن هو الشرط الثاني.

الشرط الثالث: أن يكون مفيدًا.

لا شك أن كل مفيد مركب دون عكس، فليس كل مركب مفيدًا، لأنه قد يتركب من فعلين، أو من حرفين، أو من أشياء أخرى، ولكنها لا تفيد.

إذن؛ لابد أن يفيد فائدة يحسن السكوت عليها، كقول ابن مالك: "كلامنا لفظ مفيد".

إذن الإفادة تشمل التركيب، وأما التركيب فليس شاملًا الإفادة.

الشرط الرابع: أن يكون بالوضع العربي، أي أن تكون كل كلمة من أجزاء الكلام مما وضعته العرب، أو أدخلته في لغتنا.

إذن الوضع العربي يشمل الكلام الذي هو من نسيج اللغة العربية، ويشمل كذلك ما استأنسته العرب من اللغات الأخرى، مثل كلمة (سندس) بمعنى الحرير الرقيق، أو (إستبرق) الحرير الثخين بالفارسية، وغير ذلك.

إذن المراد بالوضع: الوضع العربي أساسًا أو استعمالًا، هذه هي شروط الكلام لكي يكون كلامًا نحويًّا.

أمثلة الكلام النحوي، مثلًا: استقم، قام محمد، محمد مجتهد، وما إلى ذلك.

{وأقسامه ثلاثة:

اسم، وفعل، وحرف جاء لمعنى}.

بارك الله فيك.

إلى كم قسم ينقسم الكلام؟

الكلام لا ينقسم إلى اسم وفعل وحرف كما جاء في المتن؛ وإنما الذي ينقسم إلى ذلك إنما هو الكلمة، الكلمة هي التي تنقسم إلى اسم وفعل وحرف جاء لمعنًى.

أما الكلام فينقسم إلى: خبر، وإنشاء.

والإنشاء بدوره ينقسم إلى إنشاء طلبي، وإنشاء غير طلبي.

الكلام إذن ثلاثة أقسام تفصيلًا، نوعان إجمالًا.

خبر وإنشاء؛ هذا هما القسمان الرئيسان.

والإنشاء ينقسم إلى:

- طلبي.

- وغير طلبي.

الخبر مثل: جاء محمد، المطر هاطل، الدنيا بخير، إلى آخره.

هذا اسمه خبر، أي يحتمل الصدق والكذب لذاته.

والمراد بـ (ذاته) أي بغض النظر عن قائله.

والإنشاء بدوره ينقسم إلى:

*طلبي: ويشمل:

- الأمر: كـ (اقرأ).

- والنهي: كـ (لا تسرق).

- والتمني: كـ (ليت الشباب يعود يومًا).

- والنداء: مثل (يا زيد أقبل).

- والاستفهام: مثل: (هل جاء محمد)، إلى آخره.

* والإنشاء غير الطلبي يشمل:

- الترجي: مثل: (لعل الله يفرج عن مصر ما هي فيه).

- القسم: (والله لينتصرن الإسلام رغم حقد الحاقدين).

- والتعجب: مثل: ما أجمل السماء! وما إلى ذلك..

إذن الذي ينقسم إليه الكلام؛ إنما هو الخبر والإنشاء.

أما الكلمة فهي بنية الكلام، لأن الكلام يتكون من كلمات، كما يقولون: إن الجبال من الحصى.

فالكلام من الكلمات، ومن ثم فتقسيم المصنف الكلام إلى (اسم، وفعل، وحرف)؛ تجوز، كما أننا نقول عن أبناء أبنائنا أنهم أبناؤنا.

النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الحسن ابني»، ويقصد به الحسن ابن فاطمة -رضي الله عنهما-، فسماه ابنه تجوزًا -صلى الله عليك وسلم يا رسول الله.

الكلمة تنقسم إلى ثلاثة أقسام بدليل عقلي هو الاستقراء، أي تتبع النحاة -جزاهم الله عنا كل خير- الكلام العربي.

وبالمناسبة: فالكلام العربي يشمل القرآن والسنة وكلام العرب.

أما كلام العرب فلا يدخل فيه القرآن.

إذن؛ تتبع النحاة الكلام العربي -قرآنًا وسنة وكلام عرب نثرًا ونظما- فوجوده لا يخرج عن هذه الثلاثة: اسم، وفعل، وحرف.

ومثال ذلك: قول الله تعالى جامعا بين الثلاثة: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1].

(قد): حرف.

(أفلح): فعل.

(المؤمنون): اسم.

وهكذا كل الكلام العربي إما اسم، أو فعل أو حرف.

والحرف هنا جاء لمعنًى.

إذن؛ عندنا حروف اسمها "حروف معانٍ"، و"حروف مبانٍ"، فتقييد المصنف الحرف بأنه جاء لمعنًى ليخرج به الحرف الذي تبنى منه الكلمة.

فمثلًا: كلمة (محمد)، الميم لا تدل على مخه، والحاء لا تدل مثلًا على حنجرته، والدال لا تدل على دماغه؛ وإنما كل محمد يدل على كل محمد.

وكلمة مثلًا (رجب)، الراء لا تدل على الرأس مثلًا، والجيم لا تدل على الجبهة، والباء لا تدل على البطن مثلًا، وإنما كل رجب يدل على رجب.

إذن؛ حروف المباني لا معنى لها.

أما الحروف التي نقصدها كقسم من أقسام الكلمة، مثل: (إن)، أول ما تسمع (إن) تفيد التوكيد، (كأن) تفيد التشبيه، (لعل) تفيد الترجي، (ليت) تفيد التمني)، وهكذا.

إذن الشيخ لما قيض الحرف لأنه جاء لمعنًى؛ هذا تقييد طيب استقاه من إمام النحاة سيبويه، حيث قسم في كتابه "الكتاب" الكلمة إلى اسم وفعل وحرف جاء لمعنى.

وبدأ المصنف بالاسم لماذا؟

لأنه أشرف الأقسام، إذ إن الاسم يكون مسندًا إليه -أي محكومًا عليه- ويكون مسندًا -أي محكومًا به، ويكون فضلة.

فمثلًا: زيد مجتهد اليوم.

فـ (زيد): اسم، وهو مسند إليه.

(مجتهد): اسم، وهو مسند.

(اليوم): مسند، وهو فضلة.

أما الفعل فلا يكون إلا مسندًا، والحرف لا يكون مسندًا ولا مسندًا إليه.

إذن؛ هذه ميزة من ميزات الاسم.

كذلك الله تعالى بدأ قرآنه بقول: "بسم الله الرحمن الرحيم"، وبدأ كتابه المتلو المنزل بقول: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1]، وقال: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة: 31]، إلى غير ذلك مما يدل على أن الاسم أشرف من أخويه.

أما الفعل فهو في المرتبة الثانية، لأنه كما قلنا لا يكون إلا مسندًا.

والحرف يأتي في آخر الأقسام، لأنه لا يكون مسندًا إليه، ولا يكون مسندًا؛ وإنما هو فضلة.

والمراد بالفضلة: أنه ليس طرفًا في الإسناد، وليس المراد به الفضلة التي تعني أنه يمكن الاستغناء عنه.

إذن؛ ما معنى أن الحرف فضلة يا إخواننا ويا أخواتنا؟

أنه الذي ليس طرفًا في الإسناد، يعني ليس مسندًا إليه، وليس مسندًا، بغض النظر عن كونه يمكن الاستغناء عنه أم لا يمكن، هناك فضلات لا يمكن الاستغناء عنها، مثل قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا} [الملك: 15]، و {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} [الإسراء: 37]، فكلمة {مَرَحًا} حال، ومع ذلك لا يمكن الاستغناء عنها.

إذن ليس كل فضلة يمكن الاستغناء عنها.

هذا معنى: اسم وفعل وحرف جاء لمعنى.

أحد علماء النحاة وهو جعفر بن صابر -رحمه الله تعالى- أضاف قسمًا رابعًا وهو: الخالفة، ولكن النحاة ضربوا عن هذا القسم صفحًا، واستقر رأيهم على أن الكلمة إما اسم أو فعل أو حرف جاء لمعنى.

{فالاسم يُعرف بالخفض والتنوين ودخول الألف واللام، وحرف الخفض وهي...}.

حسبك.

بدأ الشيخ -رحمه الله تعالى- في الحديث عن كل قسم من أقسام الكلمة على حدة، وذكر لكل نوع من هذه الأنواع الثلاثة عدة علامات لتميزه عن أخويه.

فالاسم يتميز بعلامات كثيرة، لكن الشيخ -رحمه الله تعالى- اختار من هذه العلامات الكثيرة أربع علامات، في حين اختار غيره علامات أخرى، وهكذا.

وقد أوصل العلماء العلامات إلى أكثر من ثلاثين علامة:

- علامة تتعلق بأول الاسم.

- وعلامات تتعلق بآخره.

- وعلامات تتعلق بجملته.

نذكر من ذلك على سبيل المثال: العلامات التي في أول الاسم: حرف النداء.

فحرف النداء لا يدخل إلا على الأسماء، ومن ثم ذكر ابن مالك هذا بقوله:

بالجر والتنوين والندا و (ال) ** ومسند للاسم تمييز حصل.

من علامات الاسم التي تكون في أوله كذلك: دخول حرف الجر.

ولذلك بدأ به ابن آجروم، قال: "والاسم يعرف بحروف الخفض".

والمراد بالخفض هنا: الجر، لأن للخفض مصطلح كوفي، أما الجر فمصطلح بصري.

فالشيخ -رحمه الله تعالى- يزاوج بين نحاة البصرة ونحاة الكوفة؛ فاستخدم مصطلح "الخفض" من مصطلحات الكوفيين.

إذن؛ من ضمن علامات الاسم من أوله: حرف النداء -مثلًا.

- و (ال) من علامات الاسم من أوله، يقال لها تارة (ال)، ويقال لها تارة: الألف واللام، والخطب سهل.

ولذلك ابن مالك يقول:

"بالجر والتنوين و(ال)..."

وهنا مثلًا يقول: الألف واللام.

ولذلك يقول في ألفيته:

الحرف تعريف، أو اللام فقط ** فنمط عرَّفت قل فيه النمط

إذن؛ لنا أن نقول: (ال)، ولنا أن نقول: الألف واللام، لكن أن نقول: (ال) أفضل)، لأن الحرف المكون من حرفين الأولى التعبير عنه بجملته، كما نقول في (هل): (هل)؛ ولا نقول: الهاء واللام.

و(لم) نقول: (لم)، ولا نقول: اللام والميم.

إذن؛ نقول: (ال).

من ضمن العلامات التي توجد في آخره: التنوين.

التنوين علامة من علامات الأسماء توجد في آخره.

محمدٌ، عليٌّ، صهٍ، مسلماتٌ، حينئذٍ، إلى آخره.

والتنوين: نون ساكنة زائدة تلحق الآخر لفظًا لا خطًّا، وتلحقه وصلًا لا وقفًا، لغير توكيد.

كلمة "لغير توكيد" خرج بها نون التوكيد الخفيفة في مثل قوله تعالى: {لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ} [العلق: 15]، وفي مثل قوله تعالى: {وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ} [يوسف: 32].

فعندما نرى الرسم العثماني؛ نجد التنوين، والتنوين هنا ليس تنوينًا بالمعنى الاصطلاحي، لأنه هنا للتوكيد، وقد قلنا إن التنوين لغير توكيد، لكنه رُسم في المصحف تنوينًا، والخط العثماني لا يُقلد، وله أسراره وبركته، فقد يقول لنا: قف على هاتين الكلمتين {لَنَسْفَعًا} -بالألف- كما نقول: رأيت رجلًا، وليكونا، إلى آخره.

إذن؛ من علامات الاسم في آخره: التنوين.

كذلك من علامات الاسم في آخره: ياء النسب المشددة، كـ (مصريٍّ، وعراقيٍّ، وسوريٍّ، ومَكِّيٍّ).

بالمناسبة: مَكِّيٍّ، وليس مِكِّي.

وزير العدل اسمه: أحمد مَكِّي، نائب الرئيس السابق اسمه: محمود مَكِّي، وليس مِكِّي -كما هو سائر على الألسنة للأسف الشديد- لأن البلد اسمها: مَكة، {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا} [آل عمران: 96]، فتسمى تارة: بَكة، وتسمى تارة: مَكة.

إذن؛ من علامات الاسم في آخره: ياء النسب المشددة.

من علامات الاسم أيضًا: التثنية.

فالتثنية من خصائص الأسماء، وهي من خصائص العربية، فلا يوجد في غير العربية تثنية، وإنما إما مفرد أو جمع، أما اللغة العربية فتميزت بوجود التثنية.

محمد: المحمدان.

ولد: الولدان.

بنت: البنتان.

كذلك: الجمع بأنواعه المختلفة؛ هذا من خصائص الأسماء، أي أنه لا يوجد لا في الفعل ولا في الحرف.

من خصائص الاسم كذلك: التصغير: (رجيل) في تصغير (رجل)، و(قليم) في تصغير (قلم)، وهكذا.

إذن؛ الاسم يتميز بعلامات من أوله، وبعلامات من آخره، وبعلامات من جملته.

الشيخ -رحمه الله تعالى- كما قلنا كر للاسم أربع علامات:

العلامة الأولى: الخفض -أي الجر.

والعلامة الثانية: التنوين.

والعلامة الثالثة: دخول الألف واللام.

والعلامة الرابعة: حروف الخفض.

أي أن الشيخ ذكر الخفض علامة، وحروف الخفض علامة أخرى.

فمثلًا: عندما نقول: (مرت بمحمدٍ)، ما الدليل على اسمية (محمد)؟

دخول حرف الخفض الباء، كذلك أنه مجرور.

وأيضًا من علاماته: التنوين هنا، (مررت بمحمدٍ ضاحكًا) مثلًا، إلى آخره.

إذن العلامات التي ذكرها الشيخ -رحمه الله تعالى:

- الخفض.

- وحروف الخفض.

-والتنوين.

- و(ال).

إلى جانب العلامات التي ذكرها ابن مالك، إلى جانب العلامات التي ذكرها غيرهم.

ثم استتبع الحديث عن حروف الخفض أن يذكر لنا بعض حروف الخفض، فقال: "وحروف الخفض وهي: من، وإلى، وعن، على، والباء، والكاف، واللام، وربَّ"، وما إلى ذلك.

حروف الخفض: عشرون حرفًا.الشيخ -رحمه الله تعالى- ذكر منها حوالي تسعة أحرفٍ.

قل يا بني.

{وحرف الحروف الخفض وهي: من، وإلى، وعن، وعلى، وفي، ورب، والباء، والكاف، واللام}.

نعم، من ضمن أيضًا الأحرف: أحرف القسم، وهي: الواو، والباء، والتاء.

تقول: (والله لأنصفنَّ المظلوم)، (بالله لأعملنَّ الخير)، تالله لأذاكرنَّ بجدٍّ).

والقرآن الكريم جاء بالثلاثة: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23]، تجرؤوا على الحلف كذبًا أمام الله في الآخرة كما تعودوا ذلك في الدنيا.

وقال: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} [الأنعام: 109].

وقال -جل ثناؤه على لسان إخوة يوسف -عليه السلام: {قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ} [يوسف: 85].

فالواو حرف جر وقسم، كذا الباء، كذا التاء.

الباء: تستخدم للقسم ولغيره.

ولذلك يقول الله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1]، هذه الباء ليست للقسم.

لكن لما أقول: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} [الأنعام: 109].، هذه باء القسم.

إذن؛ الباء تستخدم في القسم وفي غيره.

من أحرف الخفض المعتاد ذكرها، مثلًا: خرجت من مصر إلى الأردن.

ومن ذلك قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} [الإسراء: 1]، إذن هذه الآية جمعت بين (من)، و(إلى)، (من) لابتداء الغاية زمانًا أو مكانًا، أو غيرهما.

و(إلى): لانتهاء الغاية زمانًا أو مكانًا، أو غيرهما.

إذن؛ (من، وإلى) من حروف الجر المعروفة.

كذلك (في) تفيد الظرفية، مثل: الماء في الكوب، الماء في الثلاجة.

وقد تفيد غير ذلك.

اللام لمعانٍ متعددة، منها مثلًا: الملك، {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} [الحج: 56].

مثلًا تفيد الاستحقاق، {الْحَمْدُ لِلَّهِ} [الفاتحة: 2]، أي الذي يستحق الحمد وحده هو الله.

تفيد أيضًا: الاختصاص، كأن تقول: الثوب لزيد. وهكذا...

واللام لها معانٍ -كما قلنا- كثيرة، كل حرف من هذه الحروف -يا إخوة- لها معانٍ كثيرة؛ لكن نقتصر على أشهر المعاني.

الكاف: للتشبيه، مثل: المعلم كالأب -للحنو والرقة-، فقد يكون المعلم أفضل من الأب، ولذلك يقول أحدهم: أفضل أستاذي على أبي، لأن أبي يعطيني ما يفنى، أما أستاذي فيعطيني ما يبقى.

إذن؛ الكاف للتشبيه.

ذكرنا (من)، وذكرنا (إلى)، و(الباء)، و(الكاف)، و(اللام)، و(في).

ومن ضمن أيضًا: ربَّ، (ربَّ) حرف يفيد التكثير كثيرًا، والتقليل قليلًا.

فمن إفادتها التكثير: رب أخ لك لم تلده أمك.

وقوله النبي -صلى الله عليه وسلم: (يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة)، وهذا واضح ومشاهد أمامكم.

ومن إفادتها التقليل: قول الشاعر:

ألا رب مولود وليس له أب ** وذي ولد لم يدله أبوان

"ألا رب مولود وليس له أب"، يعني به عيسى -عليه السلام.

"وذي ولد لم يدله أبوان" يعني به آدم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

إذن؛ هذا في غاية القلة.

إذن هذه (رب)، وهذه (من، وإلى، والكاف، والباء، واللام، وفي).

{وحروف القسم وهي: الواو والباء والتاء}.

نقول: وأحرف القسم بد أن نقول: وحروف القسم، هذا أفضل. لماذا؟

لأن "أحرف" جمع قلة، ونحن نعرف أنهم ثلاثة فقط (الواو، والباء، والتاء).

أما "حروف"فجمع كثرة، يعني "حروف" على وزن "فعول" جمع كثرة. و"أحرف" على وزن" أفعل"جمع قلة.

و(الوا، والباء، والتاء) ثلاثة، فتكون "أحرف القسم" أفضل.

من حروف الجر أيضًا: (حتى)، قال الله تعالى {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 5]، {حَتَّى حِينٍ} [يوسف: 35]، إذن من حروف الجر أيضًا (حتى).

من حروف الجر كذلك في بعض الأشياء، مثلًا كلمة (متى) عند قبيلة هذيل، مثلًا: "متى لجج خضر لهن نهيج"

(لعل) في لغة عقيل، مثلًا: "لعل أبا المغوار منك قليل"

ولكنها استعمالات قليلة.

{والفعل يعرف بـ (قد، والسين، وسوف، وتاء التأنيث الساكنة)}.

الفعل له علامات، بعد أن تحدث الشيخ -رحمه الله تعالى- عن علامات الأسماء؛ استطرد فذكر علامات الأفعال كما قلنا ليست منحصرة في الأربعة التي ذكرها المصنف، يعني هنا الشيخ ذكر لنا (قد، والسين، وسوف، وتاء التأنيث).

ابن مالك مثلًا قال عن علامات الفعل:

بتا فعلتَ، وأتت، ويفعلِ ** ونون أقبلنَّ فعل ينجلي

"بك فعلتَ"، أو فعلتِ، أو فعلتُ؛ يجوز تثليث التاء، مضمومة للمتكلم، مفتوحة للمخاطب، مكسورة للمخاطبة.

"بتا فعلت وأتت "، أي تاء التأنيث الساكنة، وياء مؤنثًا مخاطبة، ونون التوكيد ثقيلة كانت أو خفيفة، مباشرة كانت أو غير مباشرة.

إذن؛ يوجد اشتراك بينهما في تاء التأنيث الساكنة، واشتراك بينهما في ماذا؟

في تاء لتأنيث الساكنة، لكن ابن آجروم ذكر (قد)، ذكر السين)، ذكر (سوف).

ابن مالك ذكر: نون التوكيد، وذكر: ياء المؤنثة المخاطبة.

هناك علامات مشتركة بين العالمين، وهناك علامات ذكرها أحدهما، وذكر الآخر علامات أخرى.

ونقول -وبالله التوفيق:

إن للفعل بعامة علامات تصل إلى سبعة، ولك نوع من أنواع الأفعال علامات تخصه.

فمثلًا: العلامات العامة: (قد) توجد في الفعل ولا توجد في الاسم والحرف، تدخل على الماضي والمضارع.

فمن الماضي: قول الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1]، جامعًا بين الحرف والفعل والاسم.

الدليل على فعلية {أَفْلَحَ}: (قد)؛ فهو فعل ماض.

ومن ذلك أيضًا: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ} [الأنعام: 33]، يواسي الله تعالى حبيبه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بقوله: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام: 33].

{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة: 144].

إذن (قد) من علامات الفعل بعلامة، والماضي والمضارع بخاصة، وإذا دخلت (قد ) على الماضي؛ أفادت إما التحقيق -وهو المعنى الشائع- أو التقريب.

مثلما يقول المؤذن: "قد قامت الصلاة"، أي قربت الصلاة أن تقام.

وإذا دخلت على المضارع أفادت: التكثير، أو التقليل، أو التحقيق.

- التحقيق كقوله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا} [الأحزاب: 18]، و {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} [البقرة: 144]، تحقيق هنا.

- التقليل مثل ماذا؟ قد يجود الخيل، قد يشجع الجبان.

- التكثير مثل ماذا؟

قد ينال المتمني بعض حاجته، وقد يكون مع المستعجل الزلل.

قد يبلغ المتمني بعض حاجته، وقد يكون مع المستعجل الزلل.

إذن (قد) من علامات الفعل بعامة، ومن علامات الماضي والمضارع بخاصة.

عندنا تاء التأنيث الساكنة. لماذا قُيِّدت بالساكنة؟

لأن تاء التأنيث المتحركة تكون في الاسم والحرف.

تكون في الاسم مثل: هذه مسلمة.

وفي الحرف مثل: لات، في قوله تعالى: {فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ} [ص: 3].

مثل: ثمة. في قول الشاعر:

ولقد أمر على اللئيم يسبني ** فمضينا ثمة قلت: لا يعنيني

إذن تاء التأنيث الساكنة هي التي تكون من علامات الفعل بعامة، والماضي بخاصة.

من علامات الفعل بعامة: أي لا توجد في الاسم والحرف.

ومن علامات الفعل الماضي بخاصة: أي أنها لا توجد في المضارع لا الأمر.

مثل: جاءت سعاد، قامت فاطمة، أُكرِمت نوال، كانت هند عندنا، إلى آخره.

تاء التأنيث الساكنة قد يعرض لها الحركة بأن تكسر لالتقاء الساكنين: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ} [آل عمران: 35].

أو تُفتَح للتناسب: {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: 11].

أو تضم للاتباع: كقوله تعالى على لسان امرأة العزيز: {وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ} [يوسف: 31]، فضُمَّت التاء في قراءة ورش عن نافع للاتباع.

إذن هذا لا يخرجها عن أن وضع تاء التأنيث السكون.

من علامات الفعل بعامة والمضارع بخاصة: (السين، وسوف، ولم، ولن).

فمثلًا: (السين) للاستقبال القريب، قال تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} [البقرة: 142]، {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ} [الفتح: 11].

(سوف) تفيد الاستقبال البعيد، قال الله تعالى على لسان يعقوب -عليه السلام- عندما طلب منه أولاده أن يطلب من الله المغفرة لهم {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} [يوسف 97، 98].

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]، إلى آخر الآية.

إذن (السين، وسوف) من علامات الفعل بعامة، والمضارع بخاصة.

كذلك: (لم، ولن)، من علامات الفعل بعامة، والمضارع بخاصة.

(لم): حرف نفي وجزم وقلب.

قال الله تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص3، 4].

وقال -جل ثناؤه: {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا} [النساء: 137]، عن المنافقين، أعاذنا الله منهم لعنهم الله.

(لن): للنفي في المستقبل، مثل ماذا؟

{وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [البقرة: 95]، هذا عن اليهود -عليهم لعائن الله وملائكته والناس أجمعين.

فالله تعالى يقول متحديًا لهم: {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 94]، ثم قال: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [البقرة: 95]، وهي (لن) تفيد الاستقبال، ولا تفيد التأبيد كما زعم العلامة الزمخشري.

إذن هذه بعض علامات الفعل.

كذلك من علامات الفعل بعامة، والمضارع والأمر بخاصة: نون التوكيد.

نون التوكيد تتصل بالمضارع كقوله تعالى على لسان إبراهيم -عليه السلام: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ} [الأنبياء: 57].

وتتصل بالأمر، مثل: اقرأنَّ الصحيفة، أو اقرأنَّ القرآن.

مثلًا: تحدثنَّ برفقٍ، عاملنَّ الناس بما تحب أن يعاملوك به.

إذن؛ نون التوكيد من خصائص الفعل بعامة، والمضارع والأمر بخاصة.

كذلك: ياء المؤنثة المخاطبة، وتتصل بالمضارع والأمر، وقد جمع الله تعالى بينهما في قوله: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي} [مريم: 26]، {فَإِمَّا تَرَيِنَّ} اتصلت بالضارع.

{فَقُولِي}: اتصلت بالأمر.

إذن هذه بعض علامات الفعل بعامة.

(قد): ماضي مضارع.

- (السين، وسوف، ولم، ولن) للمضارع خاصة.

- الياء المؤنثة للمخاطبة.

- ونون التوكيد للفعلين المضارع والأمر بعامة.

كذلك هناك علامات أخرى، للماضي مثلًا إلى جانب تاء التأنيث الساكنة: تاء الضمير المتحركة.

ولذلك ابن مالك قال ماذا؟ "بتا فعلت وأتت"

وقل: وماضي الأفعال بـ (التَّا) مِزْ

بـ (التا): أي بتاء التأنيث الساكنة، وتاء الضمير المتحركة المسماه -تجوزًا- تاء الفاعل.

المضارع يتميز بأنه يبدأ بأحد أحرف (أنيت)، وفي نفس الوقت يقبل دخول اللام عليه.

الأمر له علامة تضمن شيئين:

- معنويًّا.

- ولفظيًّا.

المعنوي: هو دلالته على الطلب بالصيغة.

- واللفظي: هو قبوله ياء المؤنثة المخاطبة، أو نون التوكيد.

هذه علامات الفعل بعامة، وعلامة كل نوع على وجه الخصوص.

{والحرف ما لا يصلح معه دليل الاسم ولا دليل الفعل}.

الحرف: أخوهم الثالث، لا يقبل علامات الأسماء، ولا يقبل علامات الأفعال.

علامات الأسماء إيجابية، وعلامات الأفعال إيجابية ثبوتية، أما علامات الحرف فعدميَّة.

ولذلك ابن مالك قال بعدما تحدث عن علامات الأسماء والأفعال؛ قال:

"سواهما الحرف..."

سوى الاسم والفعل الحرف، عندك ثلاثة: واحد واثنين؛ ذكرت علامات لكل منهما.

أما الثالث فعلامته أنه لا يقبل هذا ولا ذاك.

ولذلك الحريري -رحمه لله تعالى- قال:

والحرف ما ليس له علامة ** فقس على قولي تكن علامة

يعني الحرف علامته سلبيَّة.

والشيخ ابن مالك مثَّل لنا بثلاثة أنواع من الحروف:

- (هل): حرف مشترك يدخل على الأفعال والأسماء.

- (في): حرف خاص بالأسماء.

- (لم): حرف خاص بالأفعال.

{باب الإعراب.

الإعراب هو تغيير أواخر الكلمة لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظًا أو تقديرًا}.

الإعراب هو الهدف من النحو، يعني: أن الإعراب لا يكون إلا مع التركيبة.

الإعراب: هو تغيير أواخر الكلمة.

الكلمة تشمل ماذا؟

تشمل الاسم والفعل المضارع.

إذن هذا من باب العام المراد به الخاص، أن أقول: (الكلم) تشمل الاسم والفعل والحرف.

ولذلك ابن مالك يقول:

"واسم وفعل ثم حرف الكلم...."

لكننا نجد أن الحرف لا يُعرب، يعني لا يدخل فيه الإعراب، والفعل الماضي والأمر لا يدخل فيهما الإعراب؛ وإنما الإعراب: تغيير أواخر الكلم.

ما هو الكلم؟

الاسم والفعل المضارع الذي لم تتصل به نون النسوة، ولم تباشره نون التوكيد.

"مع اختلاف العوامل" ما معناها؟

يعني تقول مثلًا: جاء محمدٌ، أكرمتُ محمدًا، سررت من محمدٍ.

تغيَّر آخر الدال في (محمد) (دٌ - دًا - دٍ).

الأول: فاعل، جاء محمدٌ.

فالعامل اقتضى رفعه، وهو الفعل.

أكرمت محمدًا: منصوب لأنه تقدمه ما ينصب، ألا وهو الفعل.

سررت من محمدٍ، هنا عامل الجر (من).

إذن؛ تغير آخر الاسم لتغير العوامل الداخلة عليه.

هذا التغيير يظهر على أي حرف من الحروف يا إخوة؟

يظهر على الحرف الأخير، إما حقيقة -كما مثلنا- أو حكمًا مثل: هذا أبٌ، وأكرمت أبًا، وسررت من أبٍ.

فكلمة (أب) أصلها: أبوٌ.

فانتقل الإعراب من الواو التي هي الآخر إلى الباء.

إذن هذا اسمه: آخره حكمًا، لأن الباء ليست في الحقيقة هي آخر الاسم؛ بل إن الاسم آخره واو، بدليل التثنية: أبوان، وبدليل لفظة: الأبوة.

ومثل (أب) في هذا: أخ، وحم، وفم، ويد. وما شاكل ذاك.

إذن؛ تغيير أواخر الكلم.

الأواخر -كما قلنا:

- إما حقيقة.

- أو حكمًا.

والكلم -كما قلنا: اسم وفعل مضارع.

بتغير العوامل الداخلة عليها.

إذن؛ خرج التغير الذي ليس للآخر، أو التغيير الذي لم يقتضيه عامل، فهذا وذاك لا يسمى كلاهما إعرابًا.

مثال الإعراب في الفعل المضارع: قول الله تعالى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء: 148].

{لَا يُحِبُّ}: يحبُّ: فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم.

طيب، {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} [النساء: 28].

يريد: فعل مضارع مرفوع لتجره.

{أَنْ يُخَفِّفَ}: هذا مضارع منصوب بـ (أن ) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

ومثل قوله تعالى: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص3، 4]، فـ (يلد، ويولد، ويكن) هذه أفعال مضارعة مجزومة بـ (لم) وعلامة جزمهن السكون.

إذا جئنا بأمثلة للاسم، جئنا بأمثلة للفعل المضارع، والتغيير نشأ عن عامل، والتغيير في الآخر، وليس في غير الآخر.

أما إذا كان تغيير في غير الآخر؛ فلا يسمى إعرابًا، وليس معنا في علم لنحو؛ بل يمكن أن يكون تبع علم الصرف مثلًا.

هذا ما يتعلق بالإعراب.

{وأقسامه أربعة: رفع ونصب، وخفض وجزم.

فللأسماء من ذلك: الرفع والنصب والخفض، ولا جزم فيها.

وللأفعال من ذلك: الرفع والنصب والجزم، ولا خفض فيها}.

بار الله فيك:

الإعراب أربعة أنواع:

- رفع.

- ونصب.

-وجر.

- وجزم.

ابن مالك أشار إلى هذا في الألفية -وانا أنصحك أيضًا بحفظها:

والرفع والنصب اجعلن إعرابًا ** لاسم وفعل نحو: لن أهاب

والاسم قد خصص بالجر كما ** قد خصص الفعل بأن ينجزم

هنا ذكر الشيخ -رحمه الله تعالى- أن للإعراب أربعة أنواع، وهذا الإعرابي بدوره ينقسم إلى:

- إعراب مشترك.

- وآخر مختص.

فالإعراب المشترك: الرفع والنصب، ويكونان في الأسماء والأفعال.

المراد بالأفعال ماذا كما قلنا من قبل؟

الفعل المضارع.

إذن؛ إذا أطلق الفعل يُراد به المضارع، فهو من باب العام الذي أريد به الخاص، كقوله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء: 54]، فالمراد بالناس هنا: سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وصحبه سلم.

إذن؛ الرفع والنصب يوجدان أين؟

في الاسم والفعل المضارع.

مثل ماذا؟

يفوز زيد بالجائزة.

يفوز: فعل مضارع مرفوع.

زيد: فاعل مرفوع.

طيب، والنصب يون أيضًا في الأسماء والأفعال.

مثل: إن الكافر لن يُفلح.

الكافر: اسم (إن) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

يفلح: مضارع منصوب بـ (لن)، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

والجر: خاص باللام، ونحن قلنا أن الجر من علامات الأسماء، وهو أيضًا من خصائص الأسماء. مثل: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: 22].

{وَفِي السَّمَاءِ} مجرور بـ (في) علامة جره الكسرة الظاهرة.

{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ} [الأحزاب: 23].

{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}: مجرور بـ (من) وعلامة جره الياء.

إذن؛ الجر خاص بماذا؟ بالاسم.

والجزم خاص بماذا؟ بالفعل المضارع، مثل: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص3، 4].

طيب، المحصلة -يا إخوة: أن الاسم يدخله كم نوع من أنواع الإعراب؟

الرفع، والنصب، والجر.

الأولان يشتركان مع الفعل، والثالث خاص.

أقصد أقول: الثلاثة هؤلاء للأسماء.

والفعل المضارع: رفع ونصب وجزم.

إذن؛ رفع نصب: مشتركان.

جر: خاص بالاسم.

جزم خاص بالفعل المضارع.

قال:

والرفع والنصب اجعلن إعرابا ** لاسم وفعل، نحو: لن أهابا

والاسم قد خصص بالجر كما ** قد خصص الفعل بأن ينجزما

{باب معرفة علامات الإعراب.

للرفع أربع علامات:

الضمة والواو والألف والنون}.

بارك الله فيك.

الرفع -يا إخواننا- قلنا إنه يشترك في الأسماء والأفعال المضارعة.

علامة الرفع الأصلية ماذا؟ الضمة.

ابن مالك ماذا قال:

وارفع بضم وانصبن فتحًا وجر ** كسرًا كذكر الله عبده يسر

واجزم بتسكين وغير ما ذكر ** ينوب نحو: جاء أخو بني نمر

إذن؛ علامات الإعراب الأصلية:

- الضمة: علامة الرفع.

- والفتحة: علامة النصب.

- والكسرة: علامة الجر.

- والسكون علامة الجزم.

فإذا رأيت غير ذلك؛ فقل: إنه إعراب فرعي.

ولذلك ابن مالك قال: "وغير ما ذكر ينوب".

إذن؛ علامات الإعراب الأصلية:

الضمة: "وارفع بضم".

الفتحة: "وانصبن فتحًا".

الكسرة: جر، "وجر كسرًا".

السكون: "واجزم بتسكينٍ".

أظن الأربعة هؤلاء في منتهى السهولة.

طيب، ندخل إلى الرفع.

علامات الرفع -كما ذكر الشيخ كم؟ أربعة، منها علامة أصلية، وثلاثة فرعية.

الضمة، الألف، الواو، النون.

إذن العلامة الأصلية هي: الضمة.

والثاني والثالث والرابع: علامات فرعية.

طيب، الضمة أين تكون؟

الضمة تكون علامة رفع في...

نعد:

- المفرد: أقبل القطارُ، رست السفينةُ على الميناء. هذا مفرد، مرة مذكر، ومرة مؤنث، هذا المفرد.

والضمة هذه تكون ظاهرة ومقدرة.

- ظاهرة كما مثَّلت.

- مقدرة مثل ماذا؟ بُعث موسى إلى بني إسرائيل -عليه السلام.

(موسى) يُعرَب: نائب فاعل مرفوع، علامة رفعه الضمة المقدرة.

طيب، أقبلت ليلى"، تكون ضمة مقدرة أيضًا.

...

نلتقي لعدة دقائق -نسأل الله تبارك وتعالى التوفيق والمدد والسداد والرشاد لنا ولجميع العباد في الدنيا وفي يوم التناد.

ذكرنا أن الضمة تكون علامة رفع للمفرد، وتكون ظاهرة ومقدرة.

ذكرنا: أقبل القطارُ، ورست السفينةُ.

هذا مفرد، مذكر، ومؤنث، وعلامة أصلية ظاهرة.

نقول: بُعث موسى إلى بني إسرائيل -عليه السلام.

موسى: نائب فاعل مرفوع بضمة مقدرة، لتعذر ظهورها لأنه اسم مقصور.

ومثلًا نقول: أقبلت نجوى.

إذن؛ (نجوى): مرفوع بضمة مقدرة على آخر، منع من ظهورها التعذر.

طيب، الضمة أيضًا تكون في جمع التكسير، مثل: جاء الرجال، أو جاءت الرجال، ومنه قوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ} [الحجرات: 14]، إذن هذا جمع تكسير مرفوع بضمة ظاهرة.

ضمة مقدرة مثل: الجرحى محتاجون إلى العناية والرعاية.

الجرحى: جمع تكسير مرفوع بضمة مقدرة على الألف للتعذر، لأنه اسم مقصور.

إذن؛ جئنا باسم جمع تكسير مذكر، ومؤنث، لعلامة ظاهرة، وهي: الرجال، والسفنُ.

وجئنا بعلامة مقدرة مثل: الجرحى، والمرضى، وما إلى ذلك.

كذلك الضمة تكون علامة رفع للجمع المزيد بالألف والتاء، وهو الذي يسميه ابن آجروم وغيره: جمع المؤنث السالم.

إذن نحن نسميه -يا إخواننا: الجمع المزيد بالألف والتاء.

لماذا جنحنا إلى هذا الاصطلاح؟

لأن هذا الجمع منه ما يكن مفرده مذكرًا، مثل: حمامات. ونحن نقول: جمع مؤنث سالم! كيف يكون جمع مؤنث ومفرده مذكر؟!، (حمامات، وإسطبلات، ودنيَّات).

طيب، (ركعَ): تغيرت الكاف في حالة الجمع من السكون إلى الفتح؛ فكيف يكون سالمًا؟!

ومن ثَم نسميه: الجمع المزيد بالألف والتاء.

قال ابن مالك:

وما بتا وألف قد جُمعا ** يكسر في الجر وفي النصب معا

كـ (الفتيات مؤدباتٌ): هذا هو الجميع المزيد بالألف والتاء، مرفوع بالضمة الظاهرة.

الضمة المقدرة مثل ماذا؟ (فتياتي مؤدبات).

فـ (فتياتي): مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء التكلم.

إذن الجمع المزيد بالألف والتاء مما يُرفع بالضمة أيضًا ظاهرة ومقدرة.

الرابع: الفعل المضارع الذي تجرد من الناصب والجازم، ولم يتصل آخه بشيء.

مثل: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء: 148].

{لَا يُحِبُّ}: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة لتجره من الناصب والجازم.

المقدرة مثل ماذا؟ (يرضى الله عمن يُخلص في عمله):

يرضى: فعل مضارع مرفوع لتجره من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر.

يُخلص: مرفوع بالضمة الظاهرة.

إذن؛ هذا المثال جمع بين المضارع المرفوع بضمة مقدرة، وبضمة ظاهرة.

إذن؛ الذي يُرفع بالضمة كم يا إخواننا؟

أربعة:

- المفرد.

- جمع التكسير.

- الجمع المزيد ب (ال) والتاء.

- المضارع الذي صحَّ آخره، لم يتصل آخر بشيء.

طيب، الألف.

الألف: علامة لرفع المثنى والملحق به.

المثنى مثل: {قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ} [المائدة: 23].

{رَجُلَانِ}: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى.

طيب، ملحق بالمثنى مثل: اثنان لا يشبعان، طالب علم وطالب مال.

اثنان: مبتدأ مرفوع علامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى.

طيب، ملحق بالمثنى لماذا؟

قال: لأنه ليس له مفرد من لفظه.

الواو: علامة رفع لشيئين. ما هما؟

جمع المذكر السالم، {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1].

{الْمُؤْمِنُونَ}: فاعل مرفوع بالفعل وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم.

لحق به مثل: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} [النور: 22].

{أُولُو}: فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه ملحق بالجمع.

كيف ملحق؟ لأنه ليس له واحد من لفظه.

لأن واحد {أُولُو}: صاحب.

النوع الثاني مما يُرفع بالواو: الأسماء الستة، التي سماها الشيخ -رحمه الله: الخمسة.

كان لهم أخ تاه ووجده سيبويه، وهو: هنو.

فهي ستة وليست خمسة.

مثل: {وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} [القصص: 23].

{وَأَبُونَا} مبتدأ مرفوع بالواو نيابة عن الضمة، لأنه من الأسماء الستة.

{أب) مضاف، و(نا) مضاف إليه.

أيضًا من علامات الرفع -يا إخواننا: ثبوت النون: وذلك خاص بالمضارع الذي لحقته ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المؤنثة المخاطبة، وهو المقصود بالأمثلة الخمسة.

مثل: الرجلان يحبان الخير، وأنتم تحبون الخير، وأنتِ تحبين الخير.

(يحبان، يحبون، تحبين)، أفعال مضارعة مرفوعة لتجرها من الناصب والجاز، وعلامة الرفع: ثبوت النون نيابة عن الضمة، لأنه من الأمثلة الخمسة.

وألف الاثنين فاعل، وواو الجماعة فاعل، وياء المؤنثة المخاطبة فاعل.

إذن؛ علامة الرفع أربعة:

- علامة أصلية: وهي الضمة، والفتحة والكسرة.

- وعلامات فرعية: هنَّ:

* الألف: في المثنى والملحق به.

* والواو: في جمع المذر السالم والملحق به والأسماء الستة.

* وثبوت النون: في الأمثلة الخمسة.

طيب، لماذا قلنا: الأمثلة الخمسة، ولم نقل: الأفعال الخمسة كما قال الشيخ؟

لأننا لو قلنا "الأفعال الخمسة" لكان المراد بها خمسة أفعال محددة، إنما الأمثلة الخمسة هذه قوالب، يعني كل فعل مضارع اتصلت به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المؤنثة المخاطبة.

يعني ممكن تأتي من كل فعل مضارع هذه الأمثلة: يخبزان، يخبزون، تخبزان، تخبزون، تخبزين - يعجنان - يكنس- إلى آخره.

أي فعل مضارع في ذهنك ممكن تأتي منه خمس صور؛ ومن ثَم آثرنا أن نعبر عنه بالأمثلة الخمسة.

هذه علامات الرفع الأصلية والفرعية.

{للرفع أربع علامات:

الضمة، والواو، والألف، والنون.

فأما الضمة: فتكون علامة للرفع في أربعة مواضع: في الاسم المفرد، وجمع التكسير، وجمع المؤنث السالم}.

هذا ما قلنا أنه الجمع المزيد بالألف والتاء.

{والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء}.لم يتصل بآخره لا ألف، والواو، ولا نون؛ لأنه حينئذٍ يكون من الأمثلة الخمسة.

ولم يتصل به نون النسوة؛ لأنه حينئذٍ سيكون مبني.

ولا نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة؛ لأنه حينئذٍ سيكون مبنيًّا.

ومن ثَمَّ قلنا: الذي لم يتصل آخره بشيء.

{وأما الواو : فتكون علامة للرفع في موضعين:

في جمع المذكر السالم، وفي الأسماء الخمسة وهي...}

نحن قلنا: الستة: (أبوك، أخوك، حموك، فوك، ذو مال).

{وهي: أبوك، أخوك، حموك، فوك، ذو مال}.

و (هنوك)، هكذا ستة.

{وأما الألف: فتكون علامة للرفع في تثنية الأسماء خاصة}.

والملحق بها، وقد أتينا بها، كل هذا شرحناه.

{وأما النون: فتكون علامة الرفع في الفعل المضارع إذا اتصل به ضمير تثنية، أو ضمير جمع، أو ضمير المؤنثة المخاطبة}.

نقف عند هذا إن شاء الله.

إلى هنا ننتهي في هذه الحلقة، نسأل الله تبارك وتعالى التوفيق والسداد لنا جميعًا.

وإلى الملتقى غدًا -إن شاء الله تعالى- فيما بعد صلاة المغرب -بإذن الله تعالى- حيث نبدأ من (وللنصب خمس علامات).

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمسلمين أجمعين، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

http://islamacademy.net/media_as_home.php?parentid=62