الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
يومٌ جديدٌ من أيام "عُمّار الأرض" مع مهارة الحماس، ومع قصة نجاح "انيتا رودك" التي عاشت على حلم مساعدة الفقراء والمحتاجين، ولدت انيتا لأسرة بسيطة الحال وكانت تعمل مع أمها منذ صغر سنها، تعرضت انيتا لصدمات وعقبات كثيرة خرجت منها بحماس أكبر لتحقيق حلمها، اشترت انيتا محل صغير لبيع أدوات التجميل وتشاء الأقدار أن تُصبح مشهورة بسبب نيتها الطيبة في مساعدة الغير واعمار الأرض، نجحت في تجارتها؛ وبذلك استطاعت أن تجعل من ثروتها سندًا وعونـًا للجمعيات والمؤسسات القائمة على مساعدة المقهورين والمحتاجين، وأن تترك في الأرض بصمة تجعلها بالفعل من عُمّار الأرض، كما تعرفنا على العوائق التي قد تقف بينك وبين مهارة الحماس، وتعلمنا كيفية اكتساب هذة المهارة

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، مهارة اليوم مرتبطة بفهم الإنسان لطبيعة الدنيا، قال تعالى:}لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ{، مهارة اليوم هى مهارة الحماس، وتعني القوة الدافعة المشجعة لخوض التجارب.

بطلة قصة اليوم امرأة بريطانية اسمها "أنيتا رودك" وُلدت عام 1942، لأب وأم بسطاء الحال وكانوا يملكون مقهى صغير، فكانت أمها تُعلمها الاحتفاظ بكل شيء حتى تستخدمه فيما بعد، انفصل والديها عندما كانت في سن العاشرة، وكان حلمها خدمة المشردين والفقراء من أجل ترك بصمة طيبة في البشرية.

بدأت تعمل كمدرسة ولكنها رُفضت منها بسبب أنها كانت تقلب الأمور دوما إلى مزحة، فتقول "تعلمتُ من هذا الموقف ضبط مشاعري"، ثم حصلت على وظيفة تدريس آخرى في جنوب أفريقا، وكان حينها يوجد عنصرية بين البيض والسود، وهى بيضاء، وعندما دخلت مقهى في يوم مُخصص للسود، عُوقبت بالترحيل إلى بلدها.



تعرفت أنيتا على صديق والدتها يُدعى "جوردن" الذي يريد فتح فندق صغير، فشاركته في هذا الفندق حتى تزوجا وأنجبا طفلين، تكرها زوجها بسبب حبه للترحال، فقرر دخول موسعة جينس عن طريق ترحاله من الأرجنتين إلى نيويورك بالخيل، لم تستطع أنيتا تحمّل مسؤلية أولادها والفندق وحدها، لذا قررت بيع نصيبها من الفندق، وفي وسط كل هذا لم تنس حلمها.

تذكرت أنيتا العُلب الفارغة وقررت أن تصنع أدوات تجميل بسيطة في المنزل، وتبعها في محل صغير دهنته باللون الأخضر ترميزًا إلى الطبيعة وأسمتهBody Shop. صادف في ذلك الوقت أن الحكومة البريطانية كانت ترعى حملة عن أهمية الرجوع إلى الطبيعة وكان لون الحملة أخضر، فمن هنا بدأت الناس تتعرف على المحل وينتشر خبر هذا المحل في الجرائد، كان ذلك عام 1976 وكانت تبلغ من العمر 33 عامًا.

قامت أنيتا بشراء محل آخر،وعندما اشترت محل آخر حدثت مشكلة بينها وبين صاحب دار الجنائز "جارها" الذي رغب في أن تغلق المحل لأن محلها كان مبهج ومنع عنه الجنائز، فكانت هذه القضية أكبر حملة دعائية لها قدرًا، عاد زوجها ورغب في مشاركتها في المحل ووافقت لأنه والد بنتها، رغم أنه تركها لتحقيق ذاته وتركها للظروف.

كان الناس يتوافدون عليها لطلب توكيلات منها لـيقوموا بـفتح هذا المحل الناجح في بلادهم، وكان من ينجح في الحصول على التوكيل هو من كان يؤمن بفكرتها،كان لدى أنيتا مبادئ تعتمد عليهم في بيع منتجاتها:

-الصدق

-لا تستخدم الجميلات في البيع

-عدم الضعط على أحد ليشتري منتجاتها

-من يعمل معها.. يعمل شهر " مدفوع الأجر" مع ذوي الاحتياجات الخاصة والمشردين حتى يتكون لديه حب للإنسانية.

فى عام 2005 أصبحت ثورة أنيتا 200 مليون دولار وتبرعت بكل ثورتها لمن يحتاجها من المؤسسات المهتمة بالبيئة والمؤسسات التي تعالج الناس من فيرس c ومن تشرد في الحروب أو الكوارث.



عوائق عدم اكتساب الحماس:

-الشك في القدرات: هل يُمكن أن ترزع أرض وأنت شاكك في قدرتها على الإنبات؟ النفس البشرية بها كنز يجب أن تكتشفه لأن الله البديع وضع فيك المميزات، قال سيدنا عمر "لا تصغرن همتكم فإني لم أرى أقعد عن المكرومات من صغرهن".



-المبالغة فيتخيُّل الصعوبات: الشخص المبالغ ممكن أن يبالغ في تخيل صعوبات الطريق، لا بد من وجود صعوبات ولكنالله على كل شئ قدير والله يفتح على الناس التي تجاهد نفسها لكي تنجح.



-فقدان التعلَّق بالهدف: تُسْتَمد الطاقة من التعلَّق، وقلة التعلق بالهدف يسبب عدم العيش وسط الهدف، و قلة التعلُّق تأتى من عدم القراءة عن الهدف وعدم مصاحبة أصحاب الأهداف.



كيف تكتسب مهارة الحماس؟

- تصور جمال النهايات: وتخيلها لكي تتحمس إلى الوصول لهذه النهاية، فالله سبحانه وتعالى تكلم عن جمال الجنة حتى تتحمس لفعل الخيرات في الدنيا.

- جمِّل الطريق: ازرع ورد في طريقك، هذا الورد قد يكون صديق أو أقارب يشجعونك ويحمّسونك،الجبل مثل صعوبات الحياة لا تتسلقه وحدك، بل استعن برفيق يُعينك ويأخذ بيدك إذا ما سقطت.

- تجاهل المحبطين: المُحبَطين المُحبِطين، فلا تتخذ من المحبطين صحبة، فالمحبطين يدبوا الإحباط في من حولهم فاعرض عنهم.

- See more at: http://web.mustafahosny.com/article.php?id=2202#sthash.1y1HsxeH.dpuf