الحقوق محفوظة لأصحابها

أبو زيد المقرئ الإدريسي
- أنت تقوم بأنسنة الكون وفق طريقة معينة خاصة بأهل اللغة: مثال القمر في العربي ذكر وفي الفرنسي مؤنث

ولهذا فحين يستخدم الإنسان اللغة فهو يطبع الأشياء بطابعها. ولهذا يقول الإيطاليون كل مترجم خائن لأنك لا تنقل من لغة إلى لغة وإنما تنقل منظومة معرفية وشبكة من القيم والمفاهيم والعلاقات والتصورات من عالم إلى عالم.

الآن القرآن أضاف للغة العربية بعد نزول القرآن مالم يكن موجوداً بالرغم من بقاء القواعد كما هي والجوانب التقنية كذلك والتي تعتبر كالهيكل العظمي (الأبنية الصوتية والإسنادية .. الخ)، لكن هناك جانب آخر ماذا تلبس هذه البنية من أذواق وإيحاءات وقيم. ولهذا أجمع العلماء على أن الترجمة للقرآن تسمى نقلا لأنها تنقل المعاني فقط.

- فاللغات قد تنشأ في البداية بطريقة موضوعية بالرغم من أننا لا نعلم كيف نشأت، ولكن مع المدة تلبس لبوس العقيدة والقيم والذوق العام.

مثال: العربي يعبر عن الفرحة بـ:إنه مما يثلج الصدر، لأنه يعيش في الصحراء، بينما يعبر الفرنسي عن قمة الحزن يقول: يثلج الصدر، بالمقابل تعبيره للفرح: إن هذا يسخن القلب، لأنه يعاني من الثلج ومنظره الكئيب. فالبيئة تقوم بسبغ اللغة وعلاقاتها.

- لو دخلنا في المفاهيم، فالعربي يعبر عن العلاقة الأساسية في المجتمع "الصداقة والعداوة" بمفاهيم وظيفية: فالصديق هو من يصدقني القول والمعاملة، ونقيضه العدو من يعتدي ويهجم علي. فالعلاقة عند العربي عقلانية وظيفية، لكن الفرنسي يعبر عن الصديق بقوله (آمي) وهو من يحبه، والعدو (انمي) يكرهه، فالزاوية عاطفية محضة.

- العالم الغربي رغم أنه يدعو للديموقراطية والتسامح فلديه إشكال وجودي مع الآخر في عدم فهمه كيف يكون الآخر مختلفاً. في حين أن القرآن يقول: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم ... الخ" فسن القوانين العامة

**كتاب ألفريد تولينبير Black War

(لم أجده بهذا الاسم)

- هناك في الغرب إشكالية وجودية أن الآخر مختلفا إذا لا بد ألا يكون موجوداً. وعلاقتهم مع الآخر مبنية عاطفيا في حين أن العربية وظيفية. ومن ذلك قول الرجل لعمر أمير المؤمنين "أيمنعك أنك تكرهني أن تمنعني أعطيتي؟" وهذه هي الديموقراطية الحقيقية، وكذلك "فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيرا" وهذا موقف لا يلغي العاطفة ولكن اتركها جنباً. وبنى عليها "لا يفرك مؤمنا مؤمنة ..." فنلاحظ التفريع رغم أن الأصول وظيفية، وهكذا نجد أن لغة أوروبا اليوم تمشي باتجاه نوع من العاطفة المخادعة لنوع الإنسان، فالربا فائدة، والخمر مشروبات روحية، حتى قابض الضرائب يسمى بالعربي القابض، بينما في الأوروبي المستقبل بينما هو يستقبلك ليستخلص منك الضرائب. فاللغة اليوم الأوروبية مبنية على أصولها الحذلقية العاطفية المستخدمة لخداع الناس.

ومن ذلك كتابة رسائل مصادرة الأموال: سيدي الكريم إنه ليسعدني ويشرفني مصادرة أموالكم وتقبلوا فائق الاحترام، وهناك رواية بقلم (جونسين) يشرح فيها كيف يتم أخذ أموال الفقراء ووضعها في رصيد الأغنياء.

- فأصول الأمور الغير جيدة موجودة في بنية اللغات الأوروبية وهذا ما أخبرنا به رسولنا "يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها".

ننتقل من البيئة والذوق إلى التشريعات:

- حقل القرابة يفصل بين العم والخال والعمة والخالة، ولكنه في الانجليزية والفرنسية غير موجود فنفس الاسم يطلق على شقيق الأم أو الأب، فالبعد جنسي. وهذا بعد لغوي ولكن اللغة تنتج من المجتمع. نحن في الإسلام نفرق بين فرع الأب والأم لأن أحكام النفقة والنسب والحضانة وكثير من التشريعات تنهار باختفاء هذا التمييز. فاللغات ليست أواني تحمل السوائل وإنما تنتج المعرفة وتنتج الفكرة لا تحملها وتقدمها من جانب متحيز غير موضوعي

- جوندي بوا عملاق المعجم الفرنسي رسالته للدكتوراه كانت عن المعجم والسياسة والتطبيق كان على أكبر المعاجم الفرنسية معجم لاروس والتي أثبتت منذ ستين عاما أن السياسة الحكومية الفرنسية مرتبطة بطريقة صناعة هذا المعجم وتسويقه ومنظور فرنسا للعلاقات السياسية والدبلوماسية، ولو استقل هذا المعجم لتغيرت طريقة الكتابة والعرض.

- المعجم مؤسسة أيدولوجية تنشر مشروع استعماري أو فلسفة ثقافية. مثال: اعتبر محمد مختار الذي كان رئيسا للأمم المتحدة ترجمة (ذي آراب) غير محايدة لأنها كانت مليئة بالقدح

- نظرية الأطر: كل كلمة عبارة عن إطار أو نافذة تؤطر نظرك للعالم، فكل لغة تفتح لك نافذة أخرى وهناك مثل "وجهة النظر تخلق الموضوع" فزوايا النظر تختلف وتخلق النظر.

- فالبنيات التصورية والإدراكية من أهم العلوم في العلاج النفسي والتجارة والتسويق وبناء العلاقات وتسيير الجماعات ولا يمكن أن تغفل عن الجانب اللغوي لأنها تقدم زوايا الإدراك، من هنا كان موقف ابن تيمية صائب والغزالي غير صائب ، وإدخال اللغات يعني إدخال علم المنطق بكامله على اللغة فتنشئ اضطراب في الهوية وتشويش على الذات (يبدو أنه ذكر آراءهم قبل حضوري)

- اللغة مكون مصيري في الهوية، فالهوية – مكون اللغة = ضياع. ولهذا لا بد من الانتباه من الهجمة على اللغة العربية لانها ليست هجمة على اللغة وإنما على الهوية. الرافعي قال "ولا تجد لأحدهم دخلةٌ خبيئة في اللغة إلا وله دخلة في الدين مثلها في اللغة". مثال: أول من دعا لإزالة حجاب المرأة قاسم أمين لم يتورع عن الدعوة لإزالة الإعراب، ولكن اللغة التي تفقد الإعراب تكون إجبارية الرتبة، ولكن في العربية 6 رتبة وراء كل واحدة منها دلالة وبلاغة وقيم والسلامة من الخطأ والالتباس لوجود العلامات. مثل قوله تعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماءُ" ولهذا بن أبي طالب في قضية مسح الرجل أو غسلها قال في زمن لم يكن فيه نحو قال المسح لـ "أرجلكِم" بينما الغسل "أرجلَكم".

- لم تقم قائمة لأمة قامت بإدخال لغة أخرى في علومها، ولكن تقوم قائمة الدول التي تعتمد لغاتها الوطنية في التعليم والاقتصاد والتجارة والإنسان والدين.



- النهضة الأوروبية لما ترجمت مئات الآلاف من المخطوطات الإسلامية في كل العلوم ونسبوها إلى أنفسهم، مع هذا الانتحال اختار الأوروبيون ترك العربية لغة مغذية لا لغة العلم.

** فؤاد بيزسكسل رجل تركي يثبت أن المؤلفات الأوروبية القديمة منتحلة من مؤلفات عربية ولكن تم حذف أسمائهم

- أكبر عالم مستقبليات ورئيس منظمتها العالمية في اليابان وهو رجل يعتمد عليه في كتابة الاستشرافيات، "إن النهضة اليابانية قامت على 5 دعائم أولها الترجمة فقد اختارت المحافظة على لغتها وخطها

** كتاب عوائق النهضة الإسلامية: علي عزت بيقوفيتش

ذكر فيه بين أسرتين يابانيتين "بين مجددين ومحافظين، وليس منفتحين ومحافظين"

- الخط ليس هو الخط ولكنه نسج لتسجيل اللغة وهو ليس علم اللغة ولكنه لصيق بعلم اللغة. ولكنه مستودع التراث والذاكرة وخزان المعرفة "وهكذا اختار أتاتورك إلغاء الخط العربي وعودة الأتراك للبدائية من جديد" كما قال بيقوفيتش، فلم يعد باستطاعتهم قراءة تاريخهم، والآن الأتراك يعملون على ترجمتها لربط الأجيال بتاريخهم.

- المخطوطات بقية بقية المخطوطات تشكل أهم العلوم الآن فالذي تحتويه الأخرى؟

- السياسة تبنى على المعرفة، وقد أدرك هذا الغربيون ولهذا يرى البعض التخلص من اللغة العربية.

- اللغات لا تنفك عن حضارتها وهويتها.

- فعل قطع في العربية وفي الانجليزية كت وفي الفرنسي كوبي، فماذا نفعل في صلم التي تستخدم فقط في قطع الأذن وجدع للأنف والقصم للفقرة السابعة للعمود الفقري ، فكيف نترجمها؟

أجوبة أسئلة الجمهور

- ** جاك بيرك

- أحسن من تتبع الاستشراق: إدوارد سعيد، عماد الدين خليل

وثق الاستشراق: نجيم العقيقي في مجلدات

- - ريجس بلاشير:

- زوايا إدراك الغربي للإسلام غير إدراكنا، ولكن ليست هذه هي المشكلة ولكن نحن لا نريد أن نصبح أيدولوجيين ولكن حقيقيين.

- اقرأ (بولد فايس) (ولفريد موراف هوفمان) (جيفري لاند) وغيرهم من الأوروبيين الذين اسلموا

- المؤمن موضوعي ولا يضيره أن يقول الحق، وذلك من عبادة الله لأن الله هو الحق وهذا إخلاص في التوحيد. والقرآن درس لنا في الموضوعية . نحن نقرأ القرآن ولكننا لسنا قرآنيين فهناك مضامين وهناك رؤية فندخل في المضامين ولا نأخذ الرؤية.

** المودودي

- الموضة عقيدة لأنها تفكك ما هو جمالي عن ما هو رمزي عن ماهو وظيفي، وهي تحطيم لهذه الثلاثية في نفسية الإنسان.

- أخطر على اللغة من تناقل المفردات هو تهميشها

- لا تستغني أي أمة عن انفتاح لغوي.

- ما يستحق تعلم اللغة وتحتاجه الأمة: الدبلوماسية، الاستخبارات، التجارة الخارجية، البحث العلمي، الترجمة

فقط هذه الخمس. غير ذلك من ازدواجية اللغة عند الطفل وغيره من السياسات الفاشلة غير مطلوبة ولا فائدة لها إلا في تدمير العمود الفقري للهوية.

- في أوروبا ممنوع أن يتعلم الطفل إلى 11 لغة غير وطنية، وفي ألمانيا ممنوع تدريس لغة ثانية قبل الإعدادية

- ** كتاب: السياسيات اللغوية خلفياتها ومآلاتها. "جون واتسون طوليفسون" أكبر وأخطر كتاب السياسات اللغوية.

- مليون وألف وستمئة دراسة تتحدث عن خطر ازدواجية اللغة لأنه تعليم عنصري وازدواجي يقتل الأطفال

- عندما تبدع خارج لغتك فأنت تضيف إلى تراثه لا تراثك

- جورج كابلان رئيس أقوى مؤسسة أمريكية للتوقعات الاستراتيجية المستقبلية

** كتاب "فخ العولمة الاعتداء على الديمواقراطية"

- "إن العولمة صنم كاسح سوف يقضي على العالم".