الحقوق محفوظة لأصحابها

أحمد الشقيري
من قال لك أن الخليج أفضل من غيره ، من قال لكم أن العرب أفضل من غير العربي ، دعوها إنها منتنه.

في إحدى الغزوات تشاجر أحد الصاحبة مع أحد الأنصار وصرخ المهاجر يالا المهاجرين وصرخ الأنصاري يا لا الأنصاري فتشابكوا ، فعندما علم النبي صلى الله عليه وسلم غضب غضبا شديدا وقال "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ، دعوها إنها منتنة" الرسول صلى الله عليه وسلم ، وصف العصبية بالنتانة، وحال الأمة الإسلامية اليوم ، الخلافات والأحقاد والقلوب التي كلها الآن حقد وحسد ، هذا أمر يحزن الرسول صلى الله عليه وسلم ، انتشار العصبية في العالم الإسلامي كانتشار النار على العالم الإسلامي يحرقه حرقا.

الكره والبغض الموجود بين الشعوب العربية والإسلامية ، حالها كحال النار، سقوط العالم الإسلامي هو بسبب العصبية التي موجوده وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم عندما وصفها بالنتانة والعفانة.

إذا كانت عصبيتك لقبيلتك أو لأصلك أو لبلدك فاعلم أنك تقلد إبليس ، إبليس الرجيم ، كان أول مخلوق يفتخر بأصله ، انظروا عندما أمره الله أن يسجد لآدم ، ماذا قال "قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين" فافتخر بأصله وهو افتخار أصلا باطل من قال لك يا إبليس أن النار أفضل من الطين وعلى نفس المنهج يسير بعض الناس اليوم ، من قال لكم أن السعودي أفضل من المصري ، والسوداني أحسن من الليبي حتى من قال لكم أن العرب أفضل من غير العرب ، الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول "لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوي" وليس الجنسيات وليس الأصل وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم عندما نهانى عن هذه العصبية، لأنها تشبيه بإبليس الرجيم لعنه الله، الذي يكون جانبك يوم القيامة الذي يكون مثلك في التقوى، يعني قد تجد الهندي أو الأفغاني إلي بعض الناس للأسف يحتقرونه، قد تجد عنده شأن عظيم عند الله سبحانه وتعالى، فالتفاضل يوم القيامة بالقربات وليس بالجنسيات.

لا يعني كلامي أننا لا نحب الأوطان وأنه لا يكون هناك وطنية ، بالعكس ينبغي على الشخص أن يحب البلد التي هو فيها ، ويحب وطنه وهذا مطلوب ، لذلك أحد الصحابة سأل الرسول ، قال له ":أين العصبية ، أن يحب الرجل قومه" فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لا ولكن العصبية أن ينصر الرجل قومه على الظلم"

وهذا نجده عندنا في المدارس تجد طلاب سعوديين وطلاب مصريين تجد الواحد مثلا سعودي تشاجر مع مصري تجد السعوديين كلهم انضموا للسعودي ، والمصريين كلهم انضموا للمصري، ولا يعرفون ما هو سبب الإختلاف ومن الظالم ومن المظلوم ولكن بمجرد نصرة أهل القوم. هذه هي العصبية.

"وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين"

العصبية ليست فقط في الجنسيات ، هناك عصبية موجودة أيضا في الخلافات والمذاهب، انظروا إلى جماعة ، من الرجال كانوا في البادية أو في الصحراء اختلفوا على اتجاه القبلة، فصلوا جماعتين في نفس الوقت ، فأي عصبية هذه.

علشان يكون الكلام له جدوى لا حل للعصبية إلا تحت مظلة الإسلام ، العرب أعزائي طول عمرهم العصبية في دمهم وما في زمن من الأزمنة اتحد العرب تحت مسمى العروبة ، أيام قريش كان العرب في منافسة قبل الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم، وما كان أحد يحب الآخر، لم تعالج هذه المسألة إلا في فترة الرسول والخلفاء الراشدين وأيام عز الإسلام، لماذا لأنه كان التعامل وقتها كان مبني على الأخوة في الدين، يعني أنا أتعامل معك ، وإن كنت أنا لبناني وأنت ليبي ، ما أتعامل معاك على أنك ليبي لا أتعامل معاك على أساس أنك مسلم وأنا مسلم وبيننا أخوة في الدين، لا يوجد حل لموضوع العصبية إلا بالرجوع لمفهوم الأخوة في الدين.

المصدر: http://www.alresalah.net/morenews.htm?id=491_0_2_0