الحقوق محفوظة لأصحابها

مصطفى حسني
حلقة جديدة من حلقات "عُمّار الأرض" ومهارة اتخاذ القرار، ومع قصة أسد الصحراء والمُجاهد الكبير "عُمر المُختار" الذي نشأ على طلب العلم فكان أبوه وأمه من أهل الصلاح والقرآن، تم تعيينه قائد للمقاومة الليبية ضد العدوان الايطالي، عمل الجيش الايطالي على تقديم الرشاوى لشيوخ القبائل الليبية حتى يستسلموا ولكن رفض عُمر المُختار الاستسلام وتسليم ليبيا، وبعد سنوات من المقاومة والدفاع عن الوطن تم أسره ليُقدَّم للمُحاكمة من قِبَل الجيش الايطالي ويُحكَم عليه بالإعدام شنقًا، وتذهب الروح إلى بارئها ويكون آخر عهد عُمر المُختار قبل موته ترديد الآذان وقراءة القرآن، ليُخلَّد ذكره في التاريخ كنموذج للمُجاهد الشجاع القادر على اتخاذ القرارت والمُدافع عن وطنه .. كما ناقشنا العوائق التي تقف أمامنا في طريق اتخاذ القرارات وتعلّمنا كيفية اتخاذ القرار .. في انتظار تعليقاتكُم

للدخول إلى اختبار "إعرف نفسك" برجاء الضغط على الرابط التالي:

http://www.mustafahosny.com/index.php?option=com_survey&Itemid=8

تلخيص الحلقة الثالثة من عُمار الأرض 2 - مهارة اتخاذ القرار

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، مهارة اليوم لا يستغنى عنها حكام البلاد ولا أفراد الشعوب، فنحن نحتاج لها يوميًا لأنها تساعد على تحديد القرارت. مهارة اليوم هى مهارة اتخاذ القرار.

اتخاذ القرار هو القدرة على الاستقرار واختيار المناسب في الوقت المناسب للاتجاه نحو الهدف، }فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ{ آل عمران 159. بطل قصة اليوم هو أسد الصحراء وسيد الثوار، الامام المجاهد عمر المختار. وُلد عمر المختار عام 1862م في شرق ليبيا، وهو ابن السيد مختار ابن عمر من أحد القادة الشجعان، والدته السيدة عائشة بنت محارب وكانت أسرته من أهل الذكر ومجالس العلم. تُوفي والده أثناء الذهاب لأداء الحج، ونشأ عمر يتيمًا فأخذ قرار أن يعيش من أهل العلم وكان يستمع لمجالس العلم والذكر. قرر عمر المختار أن يغير هو وشيخه وينقل حياتهم من مجالس العلم إلى أداء فريضة الجهاد وجاهدوا ضد الإحتلال الفرنسي في تشاد حتى دخل الإحتلال الإيطالي ليبيا عام 1911، وهنا قرروا أن يجاهدوا ضد محتل بلدهم، ولأنه محبوب وشجاع عُين قائد في بلده، وقُتل 10 من القادة الإيطاليين في معركة كان هو قائدها، وقال للعدو: "إني لم أكن أبدًا لقمة سائغة للمعتدي ومن يريد أن يزعزعني عن عقيدتي سيخيبه الله". ساوَم الاحتلال الايطالي بعض الشيوخ فرَضوا بالمال مقابل دخول الجيش إلا عمر رفض وقرر عدم قبول ذلك لأن عقيدته ترفُض هذا وقال لهم "لقد غزوتُم بالدنيا قبل غزو الجيش". استمر الاحتلال الإيطالي في الزحف على الأراضي الليبية و قطع الإمداد القادم من مصر وعزل المجاهدين، إلا أن عُمر قرر الجهاد حتى آخر مجاهد في الجيش، وبدأت حروب طاحنة فيُهزمون تارة ويهزِمون تارة أُخرى، ولذا قرّر عُمر أن يبدأ في هُدنة لتجهيز الجيش مرة أخرى. بدأ القائد الإيطالي بنَشر "أن عمر مختار قبل رشوة نظير الهدنة" في الصحف الإيطاليه فرد عليهم عُمر في الصّحف المصرية باستنكار ما قيل عنه في الصحف الأيطالية ورد عليه القائد الإيطالي بقصف عنيف بالطائرات على القبائل الليبية وأمر بِذلك المقاومة الليبية ومات فيه 100 شهيد ليبي، بعدما إتُّهِم القادة الإيطاليين بالفشل. أُصيب عمر في إحدى المعارِك ووقع تحت فرسه و شُلّت يديه ولم يستطع المقاومة فوقع في الأسر في 15 سبتمبر 1931، حتى تم أخذ قرار بإعدامه يوم 16 سبتمبر وتذهب الروح إلى بارئها ويكون آخر عهد عُمر المُختار قبل موته ترديد الآذان وقراءة القرآن، ليُخلَّد ذكره في التاريخ كنموذج للمُجاهد الشجاع القادر على اتخاذ القرارت والمُدافع عن وطنه

عوائق إكتساب مهارة اتخاذ القرار

- الصدق في الرغبة: هل أنت صادق في اتخاذ القرار أم أنَّ هُناك تـَراخي؟ فمن يُريد الشيء يخلق له الوقت مهما كان وقته ضيق.

- الحيرة ولها سبيين: التحليل الزائد والتفكير الزائد. كَثْرة التحليل والتردد في اتخاذ القرار وتحليل كل ما تفعل يؤخر ويُعيق اتخاذ القرارات، والقرار الخطأ هو خطوة في طريق التّعلُّم، فاستخير رب العالمين بعد التفكير فالله هو المُعين ومن يترُك نَفسه للتحليل الزائد يتَـــأَخّر، لذلك استشيرغيرك واستخير ربك.

كيفية إكتساب مهارة اتخاذ القرار

أي قرار تريد أن تتخذه يجب أن يمر على أربعة مراحل أو "فلاتِر":

- عقيدتك: هل ديني يسمح بهذا أم لا؟

- قيمك: هل ما أريده يناسب قيمي ومبادئي؟

- الواقع: هل يمكن تحقيق هذا الشيء حتى وإن لم يتعارض مع العنصرين السابقين؟

- مشاعرك: ما هي مشاعرك تجاه الشيء الذي يجب أن تتخذ القرار فيه؟

ومثال على ذلك تشتكي فتاة مخطوبة من تجاوزات خطيبها معها، فهل تأخذ القرار بالانفصال عنه؟ تعالوا "نعدّي" الموقف على الـ " فلاتر" الأربعة"، أولًا، العقيدة: لا يجب أن يتجاوز الخاطب مع خطيبته، وبالتالي توقّف الموقِف عند أول "فِلتر" وهو العقيدة، لذلك أي شيء تريد أن تتخذ القرار فيه يجب أن تمره بتلك المراحل حتى تعرف هل تتخذ هذا القرار أم لا.