الحقوق محفوظة لأصحابها

عمرو خالد
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أهلاً بكم وحلقة جديدة من حلقات عُمر صانع حضارة.. ونحن في العشر الأواخر وليالي إجابة دعاء، عتق ومغفرة وكلنا يتوجه إلى الله تعالى في هذه الليالي ليغسلنا من ذنوبنا ويتقبل منا أعمالنا. نحن في منتصف هذه الليالي المباركة والجميع منشغل بالدعاء، سنكون بمنأى قليلاً عن عُمر ونتحدث عن الدعاء وسأبدأ حديثي بكلمة لعُمر يقول فيها: "أنا لا أحمل هَم الإجابة ولكني أحمل هَم الدعاء فإذا أُلهمت الدعاء عرفت أن الإجابة ستأتي معه".وعن هذه الكلمة تدور حلقة اليوم، فعُمر يقول أن الله وعد بالإجابة والمشكلة تكمُن أن تقوم بالدعاء وليست في الاستجابة لك، لأنك عندما تدعو سيُستجاب لك ولا توجد مشكلة في ذلك، وأنا لا أحمل هَم الإجابة ولكنه الدعاء ومتى أُلهمت الدعاء وتمكنت بفضل الله من ذلك عرفت أن الإجابة معه.

وبينما نحن في هذه الليالي الجميلة لنجعل الليلة ليلة دعاء وكلمة اليوم عن قيمة وفضل الدعاء وثوابه، ولنبدأ الحديث عن قيمة الدعاء : جاء رجل إلى النبي(ص) فقال: يا رسول الله أبعيد ربنا فنناديه أم قريب فنناجيه؟فنزل قول الله تبارك وتعالى:"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أُجيب دعوة الداعي إذا دعان" الآية غاية في الروعة: فكلمةعني: هل تشعر ما بها من قُرب وحنان،" فإني قريب": عليك بالصمت لبرهة بعد أن تنطق هذه الكلمة على سبيل التجربة ثم اصرخ من داخلك وقل: يارب، من الجائز أن يكون بجانبك أحد والديك أو أصدقائك، اصرخ فلن يسمعك أحد وتمنى من الله ما تريد: لن يسمعك أحد سوى الله لأنه قريب، هل تتخيل أن من يجلس بجانبك لا يسمع بينما أنت تصرخ وتقول يارب أرجو أن تحقق لي ما أتمناه في هذه الليالي التي من الجائز أن تكون أحدها ليلة القدر.

من أقرب الناس إليك: أمك، صديقك لا والله لكن الله أقرب يسمعك ويسمع شكواك، لا يراك أحد الآن وأنت وكأنك ترتج من داخلكوتقول له : أرجوك اقض عني ديني أو ساعدني كي تتزوج ابنتي، أو ارزقني المال، أو اجعلني خادم للإسلام. يقول تعالى: "أجيب دعوة الداعي"" لم يقل دعوة المؤمن "إذا دعان : "أي وقتما يود ومتى أراد .

وأعود إلى كلمة عُمر:" أنا لا أحمل هَم الإجابة: لأن الله قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه ولكنه يحمل هَم الدعاء. يقول الله تبارك وتعالى ": ادعوني أستجب لكم" ادع: فعل أمر وهو سيستجيب، ماذا تريد أكثر من ذلك: هو فقط يريد منك الدعاء والإجابة أمر مفروغ منه، يقول النبي(ص): "ليس شئ أكرم على الله من الدعاء" ويقول أيضاً: "إن الله يستحي أن يرفع العبد يديه يقول يارب يارب ثم يردهما صفراً خائبتين"

لابد أن نعلم أن الله لا يرد أمنية لأحد ويُحقق الأماني جميعاً ولتقُم الآن بالتجربة والليالي التي نعيشها هي خير دليل على ذلك. يقول النبي(ص (:"إن الله يحب المُلِحين في الدعاء" فأنت عندما تُلِح في طلب من أحد الأشخاص ينزعج بشدة، بينما يحب الله الإلحاح في الدعاء، فلنستعد الآن من اليوم وباقي الليالي المتبقية ومن لم يعتاد الدعاء منذ بداية رمضان عليه أن يبذل أقصى ما في وسعه حدد ماذا تريد من دعوات وابدأ في الدعاء. يقول النبي) ص( :"من لا يسأل الله يغضب عليه" ألا تريد شيئاً من الله أم أليست لك حاجات تريدها أن تتحقق؟ ألا تشعر بالضعف؟

عليك أن تُحدد من خمس إلى ست دعوات تدعوها هذه الأيام في الليالي القادمة ولا تفكر في صعوبة الطلبات والدعوات التي سوف تدعو بها، هل تتذكر كم الدعوات التي تمت لها الاستجابة منذ أن بدأت تعي ما حولك إلى الآن، بالتأكيد آلاف الدعوات، ولكن احذر من الشيطان الذي يخاف من مداومتك للدعاء فيخبرك بألا تعتاد على استجابة الدعاء ومتى استٌجيبت دعوة هي شيء لن يتكرر كثيراً، وما حدث لك كان بفضل فلان وهي في الأصل أثر الدعوة!!! ولكن الشيطان يعمل جاهداً أن يُنسيك: يقول تعالى ": وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره" لماذا يفعل الشيطان ذلك لأنك تملك السلاح القوي ألا وهو ثقتك في الله وهو يخاف أن تزداد هذه الثقة باللهفيستجيب لدعائك.

هل منا من يواجه مشاكل هذه الأيام: مثل أم محرومة من رؤية أبنائها، أو من يتمنى مبلغاً من المال، فلنعلم أن الدعوات تشمل الجنة ، الآخرة والدنيا أيضاً وقد يتمنى أحدنا أن يُنعم الله على أبنائه بالهداية، وهناك قصة نوردها عن الهداية عن أبي هريرة وهو أحد الصحابة كان قد توجه إلى النبي(ص)وقال له ": يا رسول الله، أمي تذكرك بسوء وترفض الإسلام، وكلما ذكرتك تحدثت هي عنك بسوء، يا رسول الله ادع الله أن يهدي أمي فرفع النبي(ص)يديه إلى السماء وقال:" اللهم اهد أم أبو هريرةيقول أبو هريرة ": فانطلقت مستبشراً بدعوة النبي) ص( وعدت إلى البيت فطرقت الباب على أمي فسمعت صوتها من الداخل تقول :" يا أبا هريرة مكانك" فقلت: "ستؤذيني مجدداً في رسول الله) ص( ثم فتحت الباب وقالت:" اسمع يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله" يقول " : فبكيت من فرحتي لم يكد ينتهي النبي(ص)من دعوته إلا واستُجيبت" . فجريت إلى رسول الله(ص)أقول " : يا رسول الله قد استجاب الله دعائك"، فحمد النبي(ص)الله كثيراً فهو رابض ولابد أن نحذو حذوه وعندما يحدث ما نتمنى يجب أن نحمد الله سبحانه وتعالى.

وعندما رأى أبو هريرة كم كان هذا الموضوع سهلاً قال: " يا رسول الله أريد أن تدعو لي دعوةً أخرى: ادع الله لي أن يحببني أنا وأمي إلى المؤمنين ويحبب المؤمنين إلينا فرفع النبي(ص)يده وقال:" اللهم حبب عبدك أبا هريرة وأمه إلى المؤمنين، يقول أبو هريرة: " عندما حدثت الفتنة بين علي ومعاوية يقول: والله كلهم أحبوني بدعوة النبي )ص( منذ سنوات طويلة"

والآن ماذا في جعبتك من دعوات؟ أقسم بالله أن الله سيستجيب لدعائك، فأنا لدي ابنان: علي وعُمر وأقسم لك أنني في بداية حياتي لم يكن مقدراً لي الإنجاب ولكن جاء الاثنان بدعوة، وحديثي معكم الآن عبر شاشات التلفاز إنما جاء نتيجة دعوة بالمدينة المنورة منذ خمسة عشر عاماً في شهر رمضان وتحديداً في العشر الأواخر، وجدتني أدعو هذا الدعاء:" اللهم أحيي بي سنة النبي وصِل صوتي للأفاق" وتعجبت من أين جئت بهذه الدعوة ووجدتني ألح في الدعاء بها، عندما رزقني الله الأبناء بعد طول انتظار كنت أظن أنها شيء خاص بي، ولكنني على مدار حياتي العملية قابلت ما يزيد عن عشرين شخص وقد أخبروني أنهم مروا بذات التجربة ورزقهم الله الأبناء بعد أن توجهوا إلى الله بالدعاء وبعد عشرة أعوام أيضاً.

الحلقة اليوم مفعمة بالأمل والدعاء في ذاته أمل وطموح، وهو يجعلك دائماً ما تقول: إن شاء الله سيحدث كذا، ويتفجر بداخلك الأمل والثقة بالله سبحانه وتعالى.ادعوا الله كثيراً وتذكروا كلمة عٌمر: " أنا لا أحمل هَم الإجابة" فهي مضمونة.

أربعة شروط لإجابة الدعاء

سنبدأ بالدعاء وللدعاء أربعة شروط إذا قمت بها يقيناً يُستجاب دُعاؤك بإذن الله، لنبدأ العمل بهم من اليوم وحتى آخر رمضان:

أولها: اليقين في الإجابة وهو شرط في القلب من الداخل هي تعتمد على مدي تصديقك لاستجابة الدعاء: لأنك لو صدقت سيُستجاب يقيناً وإذا كنت غير ذلك فلن يُستجاب. يقول النبي ( ص ) :" ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة" ويقول أيضاً:" إذا دعا أحدكم فلا يقل ربي لو شئت فعلت كذا وكذا ولكن ليعزِم في المسألة" مثل أن يقول العبد:" ربي أقسمت عليك أن تفعل لي كذا وكذا ، أرجوك يا رب أن تُحقق لي ما أريد " هذا هو الشرط الأول: اليقين: أنا علي يقين أن الله لن يخذلني، وكيف ذلك، لا يستطيع شيئ ان يقف أمام قدرة الله، إن الله لديه خزائن السماوات والأرض فهل يُعجزه طلبي المتواضع وهو شقة كي أتزوج فيها؟ أو أنني أتمنى الزواج من فلانة التي اخترتها؟ هذه هي بعض الأمثلة للأدعية حتى لا تظن أن الأدعية تنحصر فقط في طلب الجنة، المغفرة من الله أو العتق من النار بل وأدعية الدنيا أيضاً مثل النجاح ، المال، الهداية، تمني الإصلاح في الأرض، صُنع الحضارة.

الشرط الثاني: الخشوع أثناء الدعاء وهو أيضاً شرط داخل القلب، يقول عبد الله بن عُمر بن الخطاب :" أنا أعلم متى يُستجاب دعائي " قالوا له :" وكيف ذلك؟" قال:" عندما يخشع القلب وتهتز الجوارح وتدمع العين أقول هذه ساعة إجابة."

يقول الإمام أحمد بن حنبل:" أتدرون متى يستجيب الله الدعاء؟ كمثل رجل في بحر مليء بالأمواج سقط من سفينة وتعلق بخشبة في وسط البحر الهائج، فيدعو: يارب يارب"، فمن دعا كذلك يُستجاب له. مثال أخر كأن بيدك سهم ولا تقدر على الرمي به لأن الوتر به بعض الارتخاء، وكلما قمت بالضرب أو التصويب وقع منك، ولكنه سيُصيب إذا كان الوتر مشدوداً والقلب هو هذا الوتر المشدود، اتجه إلى الله بضعفك يُمدك بقوته، وبذٌلك يُمدك بعزته، وبفقرك يُمدك بغناه. قل له :" يا قوي من للضعيف إلا أنت، يا عزيز من للذليل إلا أنت، يا غني من للفقير إلا أنت" عندما تفعل ذلك يمنحك القوة ويستجيب لدعائك.

الشرط الثالث: عدم الاستعجال : كن كمن يضع بذرة في باطن الأرض ولا يمل من سقايتها وستنمو يوماً ما، هناك العديد من الدعوات التي تتأخر لسنوات ولكنها في النهاية تتحقق، عليك فقط ألا تتعجل وتداوم على الدعاء.

الشرط الرابع: أكل الحلال ولذلك إذا كانت لديك دعوة تخشى من عدم استجابتها عليك بالصدقة قبل الدعاء أو بعده : بنية إذا كان في مالك ما يشوبه فإن الصدقة تطهرها وتجعل الدعاء مستجاباً. ذكر النبي ( ص ) الرجل يطيل السفر، أشعث، أغبر يقول:" يارب يارب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغُذي من حرام فأنى يُستجاب له. ها هي الشروط الأربع لاستجابة الدعاء: اليقين في الإجابة، الخشوع في الدعاء، عدم الاستعجال وأكل الحلال والالتزام بالصدقة للاطمئنان على مالك ومتى قمت بهم جميعاً ابدأ بالدعاء ودعاؤك مُستجاب بإذن الله: لنبدأ من اليوم، وعدنا مجدداً لكلمة عُمر بن الخطاب:" أنا لا أحمل هَم الإجابة: مضمونة.

إن لعُمر بن الخطاب دعوات تتعجب كيف دعاها وكيف تم لها الاستجابة مثل هذه الدعوة التي ما إن تقرأها حتى تقول من المحال أن تتحقق له وهي:" اللهم إني أسألك شهادةً في سبيلك في بلد نبيك." فيسأله الناس :" يا أمير المؤمنين كيف تريد الشهادة بالمدينة المنورة، إنما تكون الشهادة في المعارك." قال:" يأتي بها الله إن شاء."

هو يريد الشهادة ويريد أن يموت في بلد النبي ليُدفن بجوار النبي ( ص ) وقد تم له ذلك حيث مات شهيداً في روضة النبي ( ص ) وهو إمام يصلي بالناس وفي ذات المكان الذي كان يصلي فيه النبي ( ص ) ودُفِن بجواره صلى الله عليه وسلم. أريد أن أخبر كل من يسمعني اليوم أن ليس هناك أسلوب أو طريقة خاصة بالدعاء أو أدعية معينة، ادع بما تشعر به وباللغة العامية، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك أدعية مأثورة للنبي ( ص ) ولكن هناك ما تشعر به وماتريده.

ذهب رجل إلى النبي ( ص ) وقال له :" يا رسول الله أنا أحب الدعاء ولكنني لا أُجيد دندنتك ولا دندنة معاذ" فأجابه النبي ( ص ) : " فبما تدعو أنت؟" قال أدعو وأقول:" اللهم ادخلني الجنة اللهم نجني من النار" فقال النبي ( ص ) :" حولها أدندن أنا ومعاذ". هل تعلم ماذا كان دعاء الصحابة وعُمر بن الخطاب ( رضي الله عنهم ) يقولوا:" كنا نُعِد للعشر الأواخر من رمضان دعوات مخصوصة نُلِح عليها فوالله ينقضي رمضان فلا يأتي رمضان القادم إلا وقد أجاب الله لنا ما دعوناه بها"

آداب رسول الله في الدعاء

ولنتحدث عن آداب النبي ( ص ) في الدعاء: كان يبدأ بالوضوء ثم النظر إلى القِبلة ورفع اليدين إلى الأمام بخشوع ويبدأ بحمد الله سبحانه وتعالى : الحمد لله الحمد لله الحمد لله ثم الصلاة على النبي، ثم الاستغفار ثم مناجاة الله بأسمائه الحسنى:" يا كريم يا رحيم، ثم تختار الدعوات وتُلِح عليها بشدة وبعد أن تنتهي عليك بالصدقة، وإذا قمت باتباع هذه الآداب مع الشروط الأربعة السالف ذكرها، فلتنبع هذا المنوال في الدعاء اليوم وبإذن الله ينتهي رمضان هذا العام ويأتي رمضان القادم ونجد العديد من الناس يقول: لقد استجاب لي الله، نحن جميعاً في حاجة إلى الله ويقول تعالى في حديث قدسي:" يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم" هذا الحديث شامل لكل الدعوات التي يحتاجها كلُ منا من الله سبحانه وتعالى، ولابد أن نلحظ الفارق بين أن تتجه للقوي وتطلب منه وبين أن يسألك هو عما تريد. هناك حديث أخر:" يتنزل ربنا إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل ينادي هل من مستغفر فأغفر له، هل من طالب حاجة فأقضيها له، هل من تائب فأتوب عليه، من يدعوني فأستجب له"

يقول النبي ( ص ) :" إن الله يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار " وهناك أمر هام عن الدعاء، فالدعاء يستجيبه الله ولكنه له دور في المخ : وهو إيمانك بالفكرة التي تريد تحقيقها وهذا هو البُعد الأخر للدعاء، فهناك من يستمر في دعائه لله بالنجاح في أمرٍ ما: يارب أنجح يارب أنجح: يقول علماء النفس كلما ازداد في الدعاء كلما طغت الفكرة على عقله أكثر وكأن الدعاء يعمل على تثبيت الفكرة داخل رأسك، لقد أصابتني الدهشة أن كتب علم النفس الغربية تؤكد هذا المعنى، فالغرب يقول إذا جاءتك فكرة عليك بالإصرار عليها:" سأقوم بعمل كذا" : لأنهم ليس لديهم الدعاء، وماذا عنك عندما تطلب من السميع البصير أن يُحقق لك ما تتمنى: ما الذي يحدث؟ تُصدق الفكرة التي ترجو تحقيقها وتتجه إلى الله فيُستجاب الدعاء ويُقوي الفكرة في النفس، هل منا من فكر قليلاً في الدعاء بهذا الأسلوب: هو يعمل على تثبيت الأفكار في العقل.

قام بتحريرها: قافلة التفريغ والإعداد بدار الترجمة

Daraltarjama.com©جميع حقوق النشر محفوظة

يمكن نشر ونسخ هذه المقالة بلا أي قيود إذا كأنت للاستخدام الشخصي وطالما تم ذكر المصدر الأصلي لها أما في حالة أي أغراض أخرى فيجب أن يتم الحصول على موافقة كتابية مسبقة من إدارة الموقع

للاستعلام:management*daraltarjama.com